أطلق خبراء الصحة في المملكة المتحدة تحذيرات جديدة بشأن متحوّر كورونا يُعرف باسم "نيمبوس"، وسط مؤشرات على احتمال تفشيه بشكل واسع خلال فصل الصيف.

 

وبحسب تقارير طبية حديثة، فإن هذا المتحوّر الجديد ينحدر من السلالة أوميكرون المعروفة بسرعة انتشارها، إلا أن "نيمبوس" يبدو أكثر ضراوة، وقد تم بالفعل تسجيل 13 حالة إصابة به داخل المملكة المتحدة، في حين تؤكد التقديرات أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير نظرًا لانخفاض معدلات إجراء اختبارات كورونا.

 

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نقلت عن أطباء قولهم إن نيمبوس قد يكون أكثر قدرة على العدوى، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والازدحام المتوقع خلال موسم العطلات.

 

ويشير الدكتور نافيد عاصف، طبيب عام في عيادة لندن العامة، إلى أن من أبرز الأعراض التي تميز هذا المتحوّر هو الشعور بألم حاد في الحلق يوصف أحيانًا وكأنه "جرح أو حرقة"، وغالبًا ما يكون ذلك في الجزء الخلفي من الحلق، ما يجعله مختلفًا قليلاً عن الأعراض المعتادة لكورونا.

 

وإلى جانب التهاب الحلق الحاد، تشمل أعراض نيمبوس احمرارًا واضحًا في الجزء الخلفي من الفم، تورمًا في غدد الرقبة، وارتفاعًا في درجات الحرارة، إضافة إلى أعراض أخرى شائعة مثل السعال، آلام العضلات، الاحتقان، والشعور العام بالتعب.

 

ويؤكد الأطباء أن هذه الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، وهو ما يستدعي اليقظة والمتابعة الطبية السريعة عند الشعور بأي من هذه العلامات.

 

وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، لا تزال الأعراض الأساسية لكورونا قائمة وتشمل ارتفاع الحرارة، السعال المستمر، فقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق، وضيق التنفس.

 

لكن الخبراء يشيرون إلى أن متحوّر نيمبوس قد يزيد من حدة بعض هذه الأعراض، أو يضيف مظاهر جديدة لها، ما يجعله متغيرًا يستحق الانتباه.

 

بيانات وكالة الأمن الصحي في بريطانيا (UKHSA) كشفت عن أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا قد تضاعف بنسبة 97% مقارنة بشهر مارس الماضي، ما يشير إلى موجة محتملة من الانتشار خلال الأسابيع المقبلة.

 

ويرى البروفيسور لورانس يونج، أستاذ علم الفيروسات بجامعة وارويك، أن الزيادة المحتملة في الإصابات مرتبطة بعوامل موسمية، مثل الطقس الحار وزيادة التجمعات البشرية، خاصة مع اقتراب العطلات الصيفية.

 

وحذّر يونج من أن فيروس كورونا لا يتأثر كثيرًا بالحرارة مثل فيروسات الجهاز التنفسي الموسمية الأخرى، مثل الإنفلونزا.

 

بل على العكس، تشير الدراسات المعملية إلى أن متحوّر نيمبوس يمتلك قدرة أعلى على إصابة الخلايا البشرية، ما يجعله أكثر قدرة على الانتقال بين الأفراد مقارنة بالسلالات السابقة.

 

وشدّد الأطباء والخبراء على ضرورة تلقي الجرعات المعززة من لقاح كورونا، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

 

كما نصحوا بعدم التراخي في الإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين بانتظام، ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، والحفاظ على التهوية الجيدة داخل المنازل وأماكن العمل.

 

رغم أن عدد الإصابات المؤكدة لا يزال محدودًا في بريطانيا، إلا أن تخفيض عدد الفحوصات يجعل من الصعب رصد الانتشار الحقيقي للفيروس.

 

لذلك فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية والتطعيمات سيبقى السلاح الأهم في مواجهة أي موجة قادمة من فيروس كورونا، خاصة مع متحوّرات تبدو أكثر قدرة على الانتقال مثل "نيمبوس".