يشهد العالم حالة من الحذر بعد ظهور متحوّر جديد من فيروس كورونا يُعرف باسم NB.1.8.1، والذي أثار اهتمام الأوساط الطبية والبحثية بسبب سرعة انتشاره وظهور أعراض مقلقة لدى عدد من المصابين.

 

ومع أنه لا يختلف كثيرًا في طريقة انتشاره عن المتحورات السابقة، إلا أن الأطباء يشيرون إلى بعض الخصائص التي تميز هذا المتحوّر الجديد، سواء في الأعراض أو الاستجابة للعلاج، مما يستدعي يقظة أكبر من المواطنين والمنظومات الصحية على حد سواء.

 

وفقًا للدكتور تانغ، فإن طريقة انتقال متحوّر NB.1.8.1 تشبه المتحورات السابقة من فيروس كورونا، حيث ينتقل من شخص إلى آخر عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو حتى من خلال الحديث عن قرب.

 

وأشار إلى أن خطورته تزداد في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، حيث يمكن للفيروس أن يبقى معلقًا في الهواء لفترات طويلة، ما يعزز من فرص العدوى.

 

أما من ناحية الأعراض، فيؤكد الدكتور آصف أن أكثر ما يميز هذا المتحوّر هو التهاب الحلق الشديد، الذي يُوصف من بعض المصابين بأنه "شعور بشفرة حادة في الحلق".

 

كما تشمل الأعراض الأخرى: التعب العام، سعال خفيف، ارتفاع في درجة الحرارة، آلام في العضلات، واحتقان بالأنف.

 

ومع ذلك، يُحذر الأطباء من أن الأعراض يمكن أن تختلف من شخص لآخر، ما يستدعي الحذر ومراقبة أي تغير صحي غير معتاد.

 

فيما يتعلق بالعلاج، لا تختلف بروتوكولات التعامل مع NB.1.8.1 كثيرًا عن المتحورات الأخرى من كوفيد-19.

 

يُنصح أغلب المصابين، خاصة في الحالات الخفيفة والمتوسطة، بالراحة التامة في المنزل، وتناول كميات كافية من السوائل، واستخدام أدوية بدون وصفة طبية لتخفيف الأعراض مثل خافضات الحرارة ومسكنات الألم.

 

أما في الحالات الأكثر خطورة، خصوصًا لمن يعانون من أمراض مزمنة أو من هم فوق سن الستين، فقد يكون من الضروري استخدام مضادات فيروسية متقدمة أو العلاجات بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

 

وفي جميع الأحوال، يبقى من الضروري الرجوع إلى الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج الأنسب.

 

الوقاية من المتحوّر الجديد لا تزال تعتمد على نفس المبادئ الأساسية التي أوصت بها الجهات الصحية منذ بداية الجائحة.

 

شدّد الدكتور تانغ على أهمية تلقي التطعيمات والجرعات المعززة، خاصة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.

 

كما أوصى بغسل اليدين بانتظام، والحفاظ على تهوية جيدة داخل المنازل وأماكن العمل، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو عند التواجد بجوار أشخاص قد يكونون عرضة للخطر، مثل كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة.

 

وفي حال ظهور أعراض مشابهة لكوفيد-19، شدد الأطباء على ضرورة عزل المصاب في المنزل، وتجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين، مع تطهير الأسطح المشتركة بانتظام.

كما يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا، خاصة إذا تفاقمت الأعراض أو كان المصاب من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية الخطيرة.

 

متحوّر NB.1.8.1 لا يخرج عن كونه حلقة جديدة في سلسلة تطور فيروس كورونا، لكن اليقظة والالتزام بالإجراءات الوقائية يظلان السبيل الأمثل لتقليل فرص العدوى والحد من مضاعفاته على الصحة العامة.