تشهد قارة أوروبا صيفًا حارًا بشكل استثنائي، حيث تجاوزت درجات الحرارة مستويات قياسية في العديد من الدول، مما أثار مخاوف جدية بشأن الصحة العامة واحتمالية وقوع وفيات. أعلنت دول أوروبية حالة الطوارئ، وأصدرت تحذيرات مشددة للمواطنين، بينما تكافح السلطات المحلية للتعامل مع تداعيات هذه الموجة الحارة غير المسبوقة.
إسبانيا تسجل حرارة تاريخية: تواجه إسبانيا وضعًا حرجًا، حيث تجاوزت درجات الحرارة 46 درجة مئوية للمرة الأولى في تاريخها المسجل. حذرت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية من استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة، ودعت المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بضربة الشمس والجفاف. تسببت الحرارة الشديدة في اندلاع حرائق الغابات في عدة مناطق، مما زاد من تعقيد الوضع.
فرنسا وإيطاليا في حالة تأهب قصوى: أعلنت 84 مقاطعة فرنسية حالة التأهب القصوى بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مع فرض قيود على استخدام المياه في بعض المناطق. في إيطاليا، أعلنت 20 مدينة حالة التأهب القصوى، ونصحت السلطات كبار السن والأطفال بتجنب الخروج في ساعات الذروة. تتخذ المستشفيات والمراكز الصحية في كلا البلدين إجراءات استثنائية للتعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد المرضى الذين يعانون من مضاعفات صحية مرتبطة بالحرارة.
تأثيرات صحية واقتصادية: تتسبب موجة الحر الشديدة في أوروبا في مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك ضربة الشمس والجفاف والإرهاق الحراري. كما تزيد الحرارة من خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر الحرارة الشديدة سلبًا على القطاع الزراعي، حيث تتسبب في تلف المحاصيل ونقص المياه. كما تتأثر السياحة والنقل بسبب الحرائق وانقطاع التيار الكهربائي.
دعوات للتحرك العاجل: يرى خبراء المناخ أن موجة الحر الحالية في أوروبا هي دليل واضح على تأثيرات تغير المناخ، ويدعون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع التغيرات المناخية الحتمية.
"هذه الموجة الحارة هي تذكير صارخ بأننا بحاجة إلى التحرك بسرعة للحد من تغير المناخ وحماية صحة وسلامة مواطنينا"، صرح بذلك مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي.
يجب على الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني العمل معًا لمواجهة هذا التحدي العالمي.