أعلنت مصادر أمنية وإعلامية لبنانية، صباح اليوم، عن اغتيال عباس وهبي، وهو مسؤول رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات التابع لـ"قوة الرضوان" في حزب الله، وذلك في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان. يأتي هذا التصعيد في ظل التوترات المتزايدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتبادل القصف المتقطع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في غزة. وقد أكدت مصادر مقربة من حزب الله نبأ الاغتيال، مشيرة إلى أن وهبي كان شخصية محورية في إعادة تنظيم وتقوية صفوف الحزب في المنطقة الجنوبية. وتوعد الحزب بالرد المناسب على هذه العملية التي وصفها بـ"العدوانية".
ووفقًا لشهود عيان، استهدفت الغارة سيارة وهبي بصاروخين موجهين، مما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتله على الفور. وقد فرض الجيش اللبناني طوقًا أمنيًا حول مكان الحادث، فيما باشر خبراء المتفجرات بتمشيط المنطقة بحثًا عن أي مواد متفجرة أخرى. وتأتي هذه العملية بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، والتي تهدف، بحسب مصادر إسرائيلية، إلى تقويض قدرات الحزب ومنعه من شن هجمات ضد إسرائيل. وتصاعدت حدة التوتر بين الطرفين بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، مع تبادل الاتهامات بخرق قواعد الاشتباك والقيام بأعمال استفزازية.
تداعيات الاغتيال على الوضع الأمني
يرى مراقبون أن اغتيال عباس وهبي يمثل ضربة قوية لحزب الله، نظرًا للدور الذي كان يلعبه في جهاز الاستخبارات التابع لـ"قوة الرضوان"، وهي وحدة النخبة في الحزب والمسؤولة عن تنفيذ العمليات الخاصة. ويعتقد المحللون أن وهبي كان مسؤولًا عن جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها، بالإضافة إلى التخطيط لعمليات استباقية ضد إسرائيل. ومن المتوقع أن يؤدي اغتياله إلى إضعاف قدرات الحزب في المدى القصير، إلا أن الحزب قد يسعى إلى تعويض هذا النقص من خلال تعيين بديل له وتكثيف جهوده في مجال الاستخبارات. كما أن هذا الاغتيال قد يدفع حزب الله إلى تصعيد عملياته ضد إسرائيل، ردًا على هذه العملية، مما قد يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين.
وقد صرح مسؤول أمني لبناني، طلب عدم الكشف عن هويته، قائلاً:
"إن هذه العملية تمثل تصعيدًا خطيرًا من قبل إسرائيل، وتهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية."
وأضاف المسؤول أن الحكومة اللبنانية تجري اتصالات مكثفة مع الأطراف المعنية، بهدف احتواء الوضع ومنع تفاقم الأزمة.
من جهة أخرى، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حتى الآن بشأن عملية الاغتيال. إلا أن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر أمنية قولها إن وهبي كان هدفًا مشروعًا، نظرًا لدوره في التخطيط لعمليات ضد إسرائيل. وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية أمنها ومواطنيها، بما في ذلك استهداف قادة وعناصر حزب الله الذين يشكلون تهديدًا لأمنها القومي. ويبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه العملية إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، أم أن الأطراف المعنية ستتمكن من احتواء الوضع ومنع اندلاع حرب شاملة؟