يشهد المشهد السياسي والاستخباراتي في الولايات المتحدة الأمريكية حالة من التوتر والارتباك، وذلك على خلفية تضارب التصريحات والتقارير حول فعالية الضربة الأمريكية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية. ففي الوقت الذي أكدت فيه مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي غابرد على تدمير كامل للمنشآت النووية الإيرانية، كشفت تقارير استخباراتية صادرة عن الكونجرس الأمريكي عن نتائج مغايرة تمامًا، مشيرة إلى أن الضربة لم تحقق الأهداف المرجوة.

 

وقد اتهمت غابرد وسائل إعلام دعائية بتسريب أجزاء من تقييمات سرية بشكل غير قانوني بهدف تقويض إدارة ترامب. وأضافت أن المعلومات التي تم الحصول عليها تؤكد أن المنشآت النووية الإيرانية قد تم تدميرها بشكل كامل، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع ما ورد في تقارير الكونجرس. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول مصداقية المعلومات الاستخباراتية التي يتم تداولها وتأثيرها على القرارات السياسية الهامة.

 

في المقابل، نقلت تقارير إخبارية عن مصادر مطلعة على التقرير الاستخباراتي للكونجرس الأمريكي قولهم إنه كان من المتوقع أن تتسبب الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في أضرار أكبر بكثير مما حدث بالفعل. وأضافوا، بحسب ما ذكرت "إن بي سي" الأمريكية، التقييم أوضح أن أجزاء البرنامج الأساسية سليمة وهذا مؤشر سيء."يشير هذا التصريح إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يشكل تهديدًا محتملاً، على الرغم من الضربة الأمريكية.

 

يزيد من تعقيد المشهد اتهام غابرد لوسائل الإعلام بتسريب معلومات سرية.هذا الاتهام يثير مخاوف بشأن الأمن القومي واحتمالية استغلال المعلومات الاستخباراتية لأغراض سياسية.على الرأي العام أو على عملية صنع القرار في واشنطن؟

خلاصة القول، فإن التضارب الحاد في تقييمات الاستخبارات الأمريكية حول فعالية الضربة على المنشآت النووية الإيرانية يلقي بظلال من الشك على مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية. يتطلب الأمر تحقيقًا شفافًا وشاملاً لتحديد الحقائق وراء هذه التقييمات المتضاربة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات في المستقبل. وإلى حين ذلك، ستبقى المنطقة والعالم في حالة ترقب وقلق بشأن التداعيات المحتملة لهذه التطورات.