تشهد حركة المرور على الطريق الدائري في القاهرة الكبرى تحولاً هاماً مع دخول الأوتوبيس الترددي (BRT) حيز التشغيل التجريبي، في خطوة تهدف إلى القضاء على العشوائية والفوضى المرورية الناجمة عن توقف الميكروباصات العشوائي والمتكرر.

 

يأتي هذا المشروع الطموح في ظل التوسعات الهائلة التي شهدها الطريق الدائري، حيث وصل عرضه إلى سبع حارات مرورية في كل اتجاه، إلا أن ذلك لم يمنع الاختناقات المرورية الناتجة عن التوقف العشوائي للميكروباصات بالقرب من المحطات الرئيسية.

 

أعلنت وزارة النقل عن تشغيل 14 محطة للأوتوبيس الترددي بشكل تجريبي في مرحلته الأولى، وذلك في المسافة الممتدة من محطة أكاديمية الشرطة وصولاً إلى محطة نزلة قليوب.

 

ويهدف هذا التشغيل التجريبي إلى تقييم أداء الأوتوبيس الترددي، ورصد أي تحديات أو معوقات قد تواجه التشغيل الفعلي، بالإضافة إلى قياس مدى استجابة الركاب لهذا النمط الجديد من النقل العام.

 

يواجه الأوتوبيس الترددي منافسة شرسة من الميكروباصات التي اعتاد الركاب على استخدامها لفترة طويلة. إلا أن وزارة النقل تعول على المميزات التي يقدمها الأوتوبيس الترددي، مثل السرعة، والراحة، والأمان، والالتزام بالمواعيد، في جذب الركاب وإقناعهم بالتحول إلى هذا النمط الجديد من النقل.

 

كما أن الوزارة تراهن على قدرة الأوتوبيس الترددي على تنظيم حركة المرور على الطريق الدائري، وتقليل الازدحام، وتحسين البيئة.

 

تم تحديد تعريفة ركوب الأوتوبيس الترددي بـ 15 جنيهاً للمرحلة الأولى التي تشمل 14 محطة وقد تم تقسيم هذه المرحلة إلى ثلاث شرائح سعرية لتلبية احتياجات مختلف الركاب، حيث يمكن ركوب 4 محطات بـ 5 جنيهات، و9 محطات بـ 10 جنيهات، و14 محطة بـ 15 جنيهاً. وتهدف هذه التسعيرة المرنة إلى تشجيع الركاب على استخدام الأوتوبيس الترددي، وتوفير بديل مناسب واقتصادي للميكروباصات.

 

تعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في منظومة النقل العام في القاهرة الكبرى، حيث تمثل الأوتوبيسات الترددية حلاً فعالاً لمشكلة الازدحام المروري، وتساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.

 

ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في توفير الوقت والجهد على الركاب، وتقليل التلوث البيئي، وتحسين الصورة الحضارية للعاصمة.

 

وتأمل وزارة النقل في أن يحقق الأوتوبيس الترددي النجاح المنشود، وأن يتم تعميمه على باقي المحاور المرورية الرئيسية في القاهرة الكبرى.