حذر طبيب متخصص في علم المناعة من أن مرض الأرتيكاريا، المعروف أيضًا باسم الشرى، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتوتر والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد في حياتهم اليومية. وأكد الطبيب، خلال ندوة طبية عقدت في العاصمة اليوم، على أهمية إدارة التوتر والضغوط النفسية كجزء أساسي من علاج الأرتيكاريا والوقاية منها. وأوضح أن هذه الحالة الجلدية، التي تتميز بظهور طفح جلدي مثير للحكة، قد تتفاقم بشكل ملحوظ في فترات الإجهاد الشديد.
وأشار الطبيب إلى أن الأرتيكاريا ليست مجرد مشكلة جلدية سطحية، بل هي تعكس تفاعلًا معقدًا بين الجهاز المناعي والجهاز العصبي. "عندما يتعرض الشخص لضغوط نفسية، يفرز الجسم هرمونات معينة مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي يمكن أن تؤثر على وظائف الجهاز المناعي وتزيد من استجابته التحسسية تجاه مواد غير ضارة في الأصل." وأضاف أن هذه الاستجابة المناعية المفرطة تؤدي إلى إطلاق الهيستامين ومواد كيميائية أخرى تسبب الحكة والطفح الجلدي المميز للأرتيكاريا.
وأضاف الطبيب أن التشخيص الدقيق للأرتيكاريا يتطلب فحصًا طبيًا شاملًا وتقييمًا دقيقًا للتاريخ المرضي للمريض، بما في ذلك العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تساهم في تفاقم الحالة. "من الضروري التفريق بين الأرتيكاريا الحادة، التي تستمر لمدة قصيرة، والأرتيكاريا المزمنة، التي تستمر لأكثر من ستة أسابيع، لأن العلاج يختلف باختلاف نوع الأرتيكاريا." كما شدد على أهمية استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للطفح الجلدي، مثل الحساسية الغذائية أو الدوائية أو العدوى.
وفيما يتعلق بالعلاج، أكد الطبيب على أن العلاج الأمثل للأرتيكاريا يتضمن مجموعة متكاملة من الإجراءات، بما في ذلك استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة والطفح الجلدي، وفي الحالات الشديدة، قد يتم اللجوء إلى الكورتيكوستيرويدات لفترة قصيرة. "بالإضافة إلى العلاج الدوائي، من الضروري معالجة العوامل النفسية التي تساهم في تفاقم الحالة، مثل التوتر والقلق والاكتئاب." واقترح الطبيب ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل واليوغا كطرق فعالة لإدارة التوتر وتحسين الصحة النفسية.
واختتم الطبيب حديثه بالتأكيد على أهمية التوعية بمرض الأرتيكاريا وأسبابه وعلاجه، وضرورة استشارة الطبيب المختص للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب. "لا ينبغي الاستهانة بمرض الأرتيكاريا، خاصة إذا استمر لفترة طويلة أو أثر على جودة حياة المريض." ودعا إلى إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول العلاقة بين التوتر والأرتيكاريا، وتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية وشاملة.
"إن فهم الآليات التي تربط بين الجهاز العصبي والمناعي في سياق الأرتيكاريا يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لتطوير علاجات مبتكرة تستهدف جذور المشكلة."