أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، أن "العمالة لأعدائنا ناتج خلل كبير في عقيدة أصحابها"، مشددًا على أنه "لا يمكن لمن يخشى الله أن يقدم على الخيانة أبدًا مهما كان الثمن". جاء ذلك في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث تناول قضية الخيانة وعلاقتها بالوازع الديني والانتماء الوطني. وأثارت تصريحاته تفاعلاً واسعًا بين متابعيه، خاصة في ظل الأحداث والتطورات الإقليمية الراهنة التي تشهد اتهامات بالخيانة والعمالة لجهات خارجية.
وأضاف مختار جمعة أن "سقوط الدول لم يتم إلا بخيانة بعض أبنائها"، محذرًا من خطورة التهاون مع هذه الظاهرة التي تهدد استقرار المجتمعات وأمنها. ودعا إلى "مراجعة وفحص دقيق لكل أصحاب المواقف المشبوهة التي تساعد على هدم الأوطان والنيل منها". وشدد على أهمية اليقظة والانتباه للمؤامرات التي تحاك ضد الدول، والتي تستغل ضعف النفوس وانعدام الضمير لتحقيق أهدافها الخبيثة.
وربط وزير الأوقاف السابق بين قضية الخيانة وقضية عملاء الموساد في إيران، معتبرًا أنها "تحتاج إلى مراجعة شاملة لبناء العقيدة الدينية والوطنية التي تحصن صاحبها من الوقوع في مثل هذه الخيانات". وأوضح أن العقيدة الصحيحة هي السلاح الأمضى في مواجهة مخططات الأعداء، وأنها الضمانة الحقيقية للحفاظ على الوطن وحمايته من كل مكروه. وأشار إلى أن الإيمان بالله والخوف منه يمنعان الإنسان من الانزلاق في طريق الخيانة والعمالة.
وتابع جمعة قائلًا: "صاحب العقيدة الصحيحة أبدًا لا يبيع وطنه ولا أهله"، مؤكدًا أن الانتماء الوطني هو جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية. وأوضح أن الإسلام يحث على حب الوطن والدفاع عنه، ويجعل ذلك من أعظم القربات إلى الله. وأضاف أن الخيانة هي نقيض ذلك تمامًا، وأنها من أكبر الكبائر التي نهى عنها الدين الإسلامي الحنيف لا يمكن لمن يخشى الله أن يقدم على الخيانة أبدًا مهما كان الثمن كما صرح مختار جمعة.
وفي ختام تدوينته، دعا مختار جمعة إلى تضافر الجهود من أجل بناء جيل واعٍ ومثقف، يتمسك بعقيدته وقيمه، ويدافع عن وطنه بكل غالٍ ونفيس. وحث على نشر الوعي بأخطار الخيانة والعمالة، وتبيان عواقبها الوخيمة على الفرد والمجتمع. وشدد على أهمية التربية الوطنية السليمة، التي تغرس في نفوس الأبناء حب الوطن والانتماء إليه، وتجعلهم مستعدين للتضحية من أجله. وأكد أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الأمة.