أصدرت وزارة الصحة والسكان مجموعة من التعليمات والتوصيات الهامة للمرضى وذويهم بهدف الوقاية من الجلطات، والتي تعد من أخطر الحالات الصحية التي تهدد حياة الأفراد وتستدعي استجابة طبية فورية. تأتي هذه التعليمات في إطار جهود الوزارة المستمرة لتعزيز الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المزمنة، خاصةً بين الفئات الأكثر عرضة للخطر. وشددت الوزارة على أهمية الالتزام بهذه الإرشادات لتقليل فرص الإصابة بالجلطات وتجنب مضاعفاتها الوخيمة.

 

وأكدت وزارة الصحة أن هذه التوصيات تأتي ضمن منظومة صحية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على سلامة المواطنين، خاصةً أولئك الذين يعانون من عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات. وتشمل هذه الفئات مرضى القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى المدخنين والأشخاص الذين يعانون من السمنة. وأشارت الوزارة إلى أن الوقاية خير من العلاج، وأن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالجلطات.

 

نصائح وزارة الصحة للوقاية من الجلطات

 

حددت وزارة الصحة مجموعة من النصائح والإرشادات التي يمكن للمواطنين اتباعها للوقاية من الجلطات، وتشمل:

  • ممارسة الرياضة بانتظام: ينصح بالمشي أو أداء أي نشاط بدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميًا، لما له من دور كبير في تنشيط الدورة الدموية ومنع ركود الدم في الأطراف.
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة: الثبات في وضعية واحدة لفترة طويلة يزيد من خطر تكون الجلطات، خاصة في الساقين، لذا يجب التحرك بانتظام وتغيير وضعية الجسم.
  • الحفاظ على وزن صحي: السمنة من أبرز العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالجلطات، لذلك فإن تبني نظام غذائي صحي ومتوازن أمر ضروري للوقاية.
  • الإقلاع عن التدخين: التدخين يسبب تلف الأوعية الدموية ويزيد من لزوجة الدم، ما يُسهم في تكوّن الجلطات.
  • شرب الماء بكثرة: ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء يحمي من الجفاف، ويقلل من لزوجة الدم، مما يسهم في تقليل خطر الإصابة بالجلطات.

 

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالجلطات

 

أوضحت وزارة الصحة أن الجلطات الدموية تحدث نتيجة لتكوّن خثرة دموية تسد أحد الأوعية، ما يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم نحو الأعضاء الحيوية. وتختلف أنواع الجلطات بين الجلطات الوريدية مثل جلطة الساق، والجلطات الشريانية مثل جلطة القلب أو الدماغ. وأشارت الوزارة إلى أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطات، وتشمل:

 

  • الخمول وقلة الحركة: الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة، كما هو الحال في السفر الطويل أو بعد العمليات الجراحية، يؤدي إلى بطء تدفق الدم وارتفاع احتمال تكون الجلطات، خاصة في الساقين.
  • السمنة وزيادة الوزن: تؤدي السمنة إلى زيادة الضغط على الأوردة الدموية، ما يُبطئ الدورة الدموية ويزيد من لزوجة الدم، مما يُسهم في تكوين الجلطات.
  • التدخين: التدخين يضر الأوعية الدموية ويزيد من خطر تجلط الدم، بسبب تأثيره السلبي على بطانة الأوعية الدموية وزيادة سماكة الدم.
  • الأمراض المزمنة: مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب، حيث تؤثر هذه الأمراض على صحة الأوعية الدموية وتزيد من قابلية الدم للتجلط.
  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالجلطات يُعد عامل خطر مهم، حيث توجد بعض الاضطرابات الوراثية التي تؤدي إلى تجلط الدم بشكل أسرع من الطبيعي.
  • الحمل وتناول بعض الأدوية: الحمل يغير من طبيعة الدم ويزيد من الضغط على أوردة الحوض والساقين، كما أن بعض وسائل منع الحمل والعلاجات الهرمونية قد ترفع من خطر الجلطات.
  • الجفاف: قلة شرب الماء تؤدي إلى زيادة لزوجة الدم، ما يُساعد في تكوّن الجلطات، خاصة في الأجواء الحارة أو بعد مجهود بدني كبير.

 

واختتمت وزارة الصحة بيانها بالتأكيد على أهمية نشر الوعي بالوقاية من الأمراض المزمنة والخطيرة، مثل الجلطات، خاصة لدى المرضى المعرضين للخطر. وتوصي الوزارة بالالتزام بنمط حياة صحي والتوجه للطبيب عند ملاحظة أي أعراض مقلقة. كما أشارت إلى أن الكشف المبكر عن عوامل الخطر واتباع الإرشادات الطبية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالجلطات وتحسين جودة حياة المرضى.

 

ودعت الوزارة المواطنين إلى زيارة المراكز الصحية والمستشفيات للاستفادة من الخدمات الصحية المتاحة والتعرف على المزيد من المعلومات حول الوقاية من الجلطات والأمراض المزمنة الأخرى. وأكدت الوزارة على التزامها بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لجميع المواطنين، والعمل المستمر على تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.