أعلن البرلمان الإيراني عن إعداد مشروع قانون يهدف إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وذلك في خطوة تصعيدية تأتي في أعقاب سلسلة من الأحداث الأمنية والعسكرية التي شهدتها البلاد مؤخرًا. يأتي هذا الإعلان وسط تصاعد التوترات الإقليمية، وتبادل الاتهامات بين إيران وإسرائيل بشأن الهجمات المتبادلة التي استهدفت مواقع حساسة في كلا البلدين. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها رد فعل مباشر على العمليات التي نُسبت إلى إسرائيل، والتي استهدفت منشآت نووية وقواعد صواريخ، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين.
يأتي مشروع القانون هذا كرد فعل على ما وصفته إيران بـ "العدوان الإسرائيلي" الذي استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة من البلاد، بالإضافة إلى اغتيال شخصيات عسكرية وعلمية بارزة. وقد أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي عن مقتل اثنين من قواته نتيجة لهجوم إسرائيلي استهدف منطقة إيجرود في محافظة زنجان شمال غربي إيران. كما أفادت وكالة أنباء مهر بأن الدفاعات الجوية في أصفهان تصدت فجر اليوم لمقذوفات معادية بالقرب من منشأة نطنز النووية، مما يزيد من حدة التوتر.
في سياق متصل، أعلن الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق عن اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني، محمد كاظمي، واثنين من زملائه، في عملية اتهمت إيران الكيان الصهيوني بالوقوف وراءها. هذه الأحداث المتلاحقة دفعت البرلمان الإيراني إلى التحرك نحو اتخاذ إجراءات أكثر حزمًا، بما في ذلك النظر في الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يمثل تحولًا استراتيجيًا هامًا في السياسة الإيرانية.
أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أن لدى بلاده "بنك أهداف شامل"، محذرًا إسرائيل من استخدام المدنيين كدروع بشرية. وأضاف المتحدث أن "هجماتنا تشمل مواقع حيوية ومقار سكنية للقادة والعلماء الصهاينة"، مشددًا على أن "الهجوم الصهيوني سيقابل برد صادم يشمل كل الأراضي المحتلة". وتأتي هذه التصريحات في إطار تصعيد اللهجة بين الطرفين، وتعكس تصميم إيران على الرد بقوة على أي عمل عدائي يستهدف أمنها القومي.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الدفعة الصاروخية التي تم إطلاقها استهدفت مصانع أسلحة تابعة للاحتلال الإسرائيلي في حيفا المحتلة. لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي على هذه الادعاءات، إلا أن هذه التطورات تشير إلى أن الوضع الأمني في المنطقة يتجه نحو مزيد من التصعيد، وأن الانسحاب المحتمل لإيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية قد يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي.