أفادت مصادر مطلعة، اليوم الإثنين، بأن علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، لا يزال على قيد الحياة، وذلك بعد أيام من تضارب الأنباء حول مصيره عقب هجوم استهدفه في وقت سابق من هذا الشهر. وذكرت المصادر أن شمخاني خضع لعملية بتر كامل للساق اليسرى، نتيجة إصابات بالغة تعرض لها خلال هجوم وقع يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران الحالي، والذي يُعتقد أنه نُفذ من قبل القوات الإسرائيلية. وتأتي هذه المعلومات في ظل تكتم رسمي إيراني حول تفاصيل الحادثة، مما أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات حول طبيعة الهجوم ودوافعه.
وأوضحت المصادر أن شمخاني يتلقى حاليًا رعاية طبية مكثفة في أحد المستشفيات في طهران، وأن حالته الصحية العامة تعتبر مستقرة نسبيًا، على الرغم من خطورة الإصابات التي تعرض لها. وتشير التقارير إلى أن العملية الجراحية التي خضع لها كانت ضرورية لوقف المضاعفات التي كانت تهدد حياته. ورغم ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن المضاعفات المحتملة على المدى الطويل، حيث أن الإصابات الداخلية التي تعرض لها شمخاني لا تزال تشكل تحديًا للفريق الطبي المعالج.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن الفريق الطبي المعالج لشمخاني، أن الحالة الصحية للمسؤول الإيراني باتت نسبياً مستقرة منذ يوم أمس، عقب سلسلة من التدخلات العلاجية المكثفة التي جرت خلال الأيام الماضية. كما أشار الفريق الطبي إلى أن الأطباء تمكنوا من السيطرة على جزء كبير من الإصابات التي لحقت به جراء الانفجار، إلا أن المضاعفات الشديدة التي أصابت أعضاءه الداخلية لا تزال تشكل خطرًا على حياته. وأضاف الفريق الطبي أن الوضع لا يسمح حتى الآن بإصدار حكم نهائي حول حالته، لكن المسار العلاجي شهد بعض التقدّم خلال الأيام القليلة الماضية.
يأتي هذا التطور في وقت لم تعلن فيه السلطات الإيرانية بشكل رسمي تفاصيل الهجوم الذي استهدف شمخاني، أحد أبرز الشخصيات الأمنية والعسكرية في النظام الإيراني. وشغل شمخاني منصب أمين مجلس الأمن القومي لسنوات وكان مقربًا من دوائر القرار العليا في طهران ومستشارًا للمرشد الايراني. ويُعد شمخاني شخصية مؤثرة في السياسة الإيرانية، وله دور كبير في صياغة السياسات الأمنية والدفاعية للبلاد. ولهذا السبب، فإن استهدافه يمثل ضربة قوية للنظام الإيراني، ويثير تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية الإيرانية على حماية كبار المسؤولين.
في الختام، لا تزال تفاصيل الهجوم على شمخاني غامضة، ولا يزال من غير الواضح من يقف وراءه وما هي الدوافع الحقيقية وراء استهدافه. ومع ذلك، فإن المؤشرات الأولية تشير إلى تورط إسرائيلي في الهجوم، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بين إيران وإسرائيل. ومن المتوقع أن ترد إيران على هذا الهجوم، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما هو شكل هذا الرد ومداه. ويبقى السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا الهجوم سيؤدي إلى تغيير في السياسة الإيرانية تجاه إسرائيل، أو أنه سيزيد من حدة التوتر بين البلدين.