شبح منزل الحاج فاروق الرويعي وبيتزا المقابر

تدور أحداث هذه القصة حول شباب يعمل في خدمة توصيل الطلبات بمحل بيتزا روما في قرية ميت خميس محافظة الدقهلية، وكان الشاب يعمل في الفترة المسائية ويبدأ عمله من الساعة السابعة مساءًا حتى الساعة السابعة صباحًا، وتعود الشاب بتوصيل الطلبات في وقت متأخر ما بين الساعة 3 قبل منتصف الفجر وكالعادة المطعم كان يعمل على راحة الزبائن ويستقبل جميع الطلبات ليحقق أكبر قدر من المبيعات، يذكر بأن الشاب كان في بداية العشرينات وكان متهور لازال في فترة مراهقته، كل ليلة يقوم بالذهاب إلى المطعم ليسجل اسمه بين مستقبلي الطلبات مرتديًا الزي الرسمي للمطعم ومعه موتيسكل المطعم وكان معروف بين أهالي القرية ومحبوب بينهم لذلك كان مطمئنًا تمامًا ولا خوف من التجول في شوارع القرية المغطاه بظلام الليل.

مطعم بيتزا روما

اعتاد الشاب أن يجتهد في عمله ويسرع في توصيل الطلبات من أجل أن يثبت نفسه أمام مدير المطعم وكانت الأمور تسير على طبيعتها والأيام كلها تقريبًا متشابهة يذهب للمطعم يقوم بإستقبال الطلبات كل ليلة ثم يقوم بتوصيلها ويرجع مرة أخرى للمطعم ينتظر أي طلب قادم ليقوم بتوصيله ولا يوجد أي مشكلة حتى حدث ما لا يصدق عقل ولا عين أبدًا .

بالتأكيد تسمعون عن حراس المقابر في المساء، من المعروف أنه يوجد حراس للمقابر في الصباح والمساء وخاصة حراس الليل هم قاسيين للغاية ولا يسمحون أي أحد يقترب من المقابر في الساعات الاخيرة من الليل وخاصة قبل صلاة الفجر حيث يتجولون في شوارع المقابر من أجل البحث عن أي تائه أو أي شخص يقترب من المقابر ليفعلون كما فعلوا مع الشاب .

منير طيار مطعم بيتزا روما

منير البالغ من العمر 22 سنة يلهو ويلعب والمعروف عنه بأنه لا يخاف أبدًا من أي شيء أصدقائه في العمل يطلقون عليه طيارة بيتزا روما وذلك لسرعته في توصيل الطلبات، أيضًا لخفة دمه مع الزبائن كان يطلبونه بالإسم وبصراحة منير كانت عينه زايغة حبتين علشان كدا أغلب زبائن الليل بيكونوا بنات وبالطبع منير كان يعود بتبس أفضل من المرتب نفسه، وخلال توصيل الطلبات الزبائن كانوا يطلبون من منير بعض الأشياء التي يجلبها معه منهم من يطلب السجائر ومنهم من يطلب زجاجة بيبسي أو كيس شيبسي، ولا أخفي عليكم أخرين كانوا يطلبون منه قطعة حشيش زي ما بيقولوا منير كان شاطر ومطقطق وبيدور على رزقه فكان عارف كل الديلر اللي في البلد وبيحاول يقلب عيشه في أي حاجه.

منير ولعنة يناير

فصل الشتاء 2020 في أحد ليالي شهر يناير تحديدًا يوم الأحد الموافق 20 كان منير ذاهب للعمل كعادته في الساعة السابعة مساءًا رحب بزملائه في العمل ثم إحتسى فنجان قهوة وسيجارة وقام بتوصل كام أوردر والأمور كانت ماشية طبيعة تمامًا حتى الساعة الثانية صباحًا، تعرفون أن شهر يناير ممطر وشديدة البرودة والقري ينامون من العشاء في فصل الشتاء وحتى الصيف والله، الليلة دي بالذات كان القمر مختفي وكان قرية ميت خمس مختبأة وسط الظلام الدامس ومفهاش صريخ بن يومين زي ما بيقولوا ولكن ايه المشكلة منير شاطر وبيوصل الطلبات بسرعة وبعدين قاله سنتين شغال عادي بليل ومفهاش حاجه يعني.

منير يمازح صديقه رامي كعادته رامي ما تجيب قطعة بيتزا ولا ساندوتش شاورما الواحد جعان والجو برد كدا كدا محدش هيتصل دلوقتي يطلب طلبات مجنون مين ال هيتصل دلوقتي وحتى لو اتصل أنا مش هروح أودي طلبات النهارده انت مش شايف الجو عامل ازاي أنا مش شايف قدامي، رامي بضحكة كبيرة خلاص يا منير أنا هكلم المدير أخليه يجبلك عربية مرسيدس توصل بيها طلبات... منير يرد بضحكات أعلى مدير مين ياعم ده هتلاقيه مستخبي تحت البطانية دلوقتي وعايش مع المدام ومش فارقه معاه أي حاجه ...

قطع حديثهم صوت تليفون المدحل رد رامي بيتزا روما مع حضرتك يافندم قابله صوت رقيق وناعم متحدثة أنا أسفة بس ممكن أطلب أوردر دلوقتي لم يفكر رامي بالرفض من نعومة صوت الفتاة التي كانت تحدثه ولوهله خمن رامي صوت الفتاة على أنها في العشرينات، قطع رامي أحبال افكارة ورد بنعومة طبعًا يافندم حضرتك في أي وقت تطلبي والأورد يوصلك لحد عندك حالا.

الأورد رالملعون

شكرًا جزيلًا أستاذ رامي أنا عايز 2 بيتزا بالفراخ و 2  شاورما و4 أطباق بطاطس والعنوان شارع التسعين جنب منزل الحاج فاروق الرويعي ال هو على أول البلد، رد رامي حالًا يافندم نص ساعة والأودر يجهز ويكون عندك وقفل التليفون ليجد منير أمامه صارخا والله ما أنا رايح روح إنت يا أبو لسانين قاعد تنحنح في الكلام روح انت بقه ودي ليها الطلب، ليرد رامي اسكت يا منير تصدق بالله ياريت ينفع أروح أروح اودي دي صوتها سحر ياجدع أمال شكلها يكون عامل إزاي لا انت لازم تروح تودي ليها الطلب وبالله لما ترجع لازم توصفهالي .

منير مترددًا أكل العيش مر جهز الطلب ياعم على ما اشرب فنجان قهوة تاني وأنضف الموتوسيكل الخرابة ده يالا خلينا نخلص النهاردة. في الساعة الثانية والنصف بالفعل ذهب منير ومعه الأوردر للعنوان الجو كان ممطر وفي طين مالي الأرض وهو ماشي يميل يمين شمال بالموتيسكيل ومشغل أغاني وقاعد بيلعن في اليوم ال اشتغل توصيل طلبات ولكن كان في باله فكرة إن أكيد هياخد تبس حلو طالما الدنيا شتا والجو وحش يعني أكيد الست دي هتكرمه .

بيتزا للمقابر

منير يلعن الأورد ويلعن في رامي ويحلف أنه يرجع للمطعم، اتصل على رامي وقاله كل الشوارع ال بتوصل للبيت مليانه ميه وطين وفي حواجز ومش عارف اتحرك بالموتيسكيل خايف لإتزنق وسط الشارع ولا عارف أروح ولا أجي، رامي قاله ياعم مروحتش ليه من طريق المقابر أسرع وأضمن، منير عمل صوت بفمه ثم انهال بالسباب والشتيمة القاتلة لرامي شارع مقابر مين يابن...... والله لو هموت منا داخل الشارع ده الساعة 2 ونص الفجر ومفيش صريخ بن يومين لا ياعم يولع الأوردر، رامي استفزه وقاله بقا منير طيار بيتزا روما أبو قلب جامد ال ميعرفش الخوف خايف يمشي في شارع المقابر ال حوالي 300 ولا 400 متر يعني لو غمض عينك هتوصل، وبعدين هي لسه متصلة حالاً وطلعت عرفاك ياعم ابسط وقالت انها هتديك 100 تبس علشان بتوصل الأوردر ليها ..

الدم جري في عروق منير وقال أنا هكون مسخرة المطعم بكرة لا ياعم هو شارع اهو قدامي همشي فيه واخلص من اليوم ال مش راضي يعدي ده وبعدين يعني هيحصل ايه الشارع بعيد عن بوابات المقابر وهما ميتين واحنا احياء، وشغل المكنه ودخل الشارع بس منير وهو بيحكي عن ساعة دخوله الشارع قال أنا حسيت ان قلبي  مقبوض أول ما دخلت والجو بارد جدًا غير كل الشوارع وفي هدوء غير طبيعي كأني دخلت تلاجة مفيش صوت مفيش حركة مفيش نور كأني ميت زيهم  مش شايف أي حاجه خالص.

منزل الحاج فاروق الرويعي

الحمدلله أنا وصلت الشاعر أهو فين بقا بيت الحاج فاروق الرويعي ده أهو البيت ده حوار يدور في عقل منير، يقوم منير بالخبط على جرس المنزل بدون أي رد أو حتى حركة في البيت ولاحظ منير ان مفيش نور خالص ف البيت، وبعدين افتكر منير ان ده بيت الحاج فاروق الرويعي أنضف ناس في البلد عايشين في القاهرة وبيجي كل سنة مرة .

وبعدين بقا في اليوم ده محدش بيرد أعمل إيه يعني أوصل كل ده وفي الأخر ماخودش تبس لاء ده انا ارتكب قتيل، منير اتصل على رامي وقاله قاعد انت ف الدفى وانا قاعد ياعم بين الميتين فين ياعم الست ال كلمتك ولا أودي الأوردر لجدي ال مات واخلص اهو هتلاقيه جعان دلوقتي الله يرحمه بقا ضحك رامي ضحكات عالية ورد على منير وقاله بص هي بعتت رقم دلوقتي تكلمها عليه اكتب عندك 010000023 يادين النبي ايه الأرقام الحلوة دي يا أبو عمو هما دول الناس المتريشة، منير اتصل على الرقم وجهز نفسه وصوته ليتحدث بنعومة أكثر من رامي ال كان بيتريق عليه من شوية .

ألو يافندم أن قدام البيت حضرتك فين ، أيون ازيك يا أستاذ منير حاضر أن هفتح الباب أهو طيب تمام خليك معايا على تليفون يا منير، منير  أول ما شاف لمبة البيت نورت قال ايون الحمدلله هرجع بتبس، منير بيحكي بيقول ساعة ما الباب اتفتح وقولت هشوف قمر وقفت متمسمر في مكاني مش قادر اتحرك ولا أروح ولا أجي وجالي حالة أصرخ واعيط وعملتها على نفسي ومش عارف أجري، أنا شوفت بنت ماسكة ايد وقاعدة تاكل فيها ووشها كله دم ورجليها مش زينا لاء دي مش إنسانه وصوتها بقى تخين وبتقول نورت يا منير وبتبص وعينيها بتقيد نور وبتتضحك بصوت عالي ولسه هتمسكني فجأة واحدة اختفت ولقيت مع صوت أذان الفجر وهو بيقول الله أكبر كنت أنا أغمي عليا وببص لقيت ناس بتصحيني ولما فوقت قالولي انت بتعمل ايه هنا يا منير يا بني ايه ال جابك عند بيت الحاج فاروق انت مش عارف ان البيت مهجور واصحابه بيجوا كل سنة في الأعياد بس ايه ال نيمك قدام البيت يا منير، منير بيحكي لرامي بيقوله أنا مش عارف ايه ال جبني هنا ولا بعمل ايه ولا كان معايا أوردر ولا معايا اي حاجه ومش عارف انطق غير ال فاكره شكل الست ال ماسكة ايد وقاعدة تاكل فيها وبتقولي هرجعلك يا منير هرجعلك ... يتبع 

لو عجبتك القصة تابع معانا سلسلة قصص الرعب وقصص منير طيار بيتزا روما وتوقع ايه ال حصل لمنير بعد ما الناس صحوه، وفكر لو كنت مكانه كنت هتعمل ايه واحساسك هيكون ايه ؟