menu
يعد سن المراهقة من المراحل العمرية التى يجب الإهتمام بها بشكل خاص، نظرًا للتغيرات التى تحدث للشاب أو الفتاة في هذه المرحلة العمرية دون غيرها، وهذا ما سنتحدث عنـه في موقعنا المتميز وهو ما يحتويه هذا المقال .

التعامل مع المراهقين

تبدأ هذه المرحلة بعد سن الطفولة، وتتغير فيها حياة الشاب أو الفتاة بشكل جذري، ومن المهم تفهم الأهل متطلبات هذه المرحلة وما تحتاجـه، ويجب علي الأب والأم إظهار الحب والحنان إلى أولادهم في هذه المرحلة. 

لماذا التعامل مع المراهقين صعب؟:

ذلك أمر طبيعي، فوفقًا للأبحاث العلمية، هناك نظامان في مخ المراهق لا ينضجان في هذه المرحلة أو فى هذا السن:

نظام في سن البلوغ:

وهو نظام مسؤول عن السعى وراء المكآفات والمهام والفوائد الواضحة ( مثل:الحصول على مجموعة من الأصدقاء)والإثارة( مثل حب الإستطلاع والفضول وكثر القواعد). 

ونظام في سن العشرينات:

وهو المسؤول عن الإستقلال وضبط النفس. 

فنجد أبناءنا في حالة من الغضب والتوتر والإنفعال، يرفضون السلطة، يحبون التحدي، يميلون لصُنع عالم ملئ بالأسرار خاص بهم لا يتحدثون عن إلا مع أصدقائهم فحسب، والعديد من الآباء يتعامل مع هذه المرحلة بشكل خطأ ويقع في مصيدة رد الأفعال الخاطئة كأن يرفع صوتـه، ويقدم النصائح بشكل جافة ممزوجه بالسخرية وربما يصل إلى التحقير من إبنه ومن شأن ما يصنع، وهذا لن يغير من الواقع الملتهب هذا البته

نصائح في كيفية التعامل مع المراهقين:

إذن كيف أتعامل مع إبنتي المراهقة وإبني المراهق بطريقة صحيحة، كيف أستطيع أن أحتويهم وأسعد بهم وأسعدهم بنفس الوقت،حتى لا يخرج أبناءنا من فترة المراهقة مرهقين!, مفتقدين القلب المحب والعقل المتفهم، وربما يخرجون بما هو أسوأ من ذلك، ينضمون إلى مجموعة أصدقاء تدمن المخدرات أو تفعل رذائل وأمور خاطئة، لا يحب أحدنا منا أن يصل أبناءه لمثلها. 

•الحوار الصبور:

علينا أولاً أن نعي خطورة هذه المرحلة، وأن التربية فيها غير قابلة للتجريب، فالمراهق أكثر حساسية بكثير من الطفل، وشعوره بذاته مرتفع جدًا، لذلك يجب أن على إهتمام وحذر شديد، فلا نسمح للحظة غضب أن تفسد علينا مشروع عُمرنا الجميل اللطيف. 

السلاح الأول هو الصبر والتفهم،لا بد من التحمل للكثير من التفاهات والأخطاء، ومحاولة التفكير بعقل المراهق الذي لم يصل لمرحلة النضج بعد،ومما يساعد علي ذلك تذكرنا لمشاعرنا القديمة عندما كنا في هذه الفئة أو المرحلة العمرية، وكيف كانت مشاعرنا قوية ومفعمه، وكيف كان عنادنا وإصرارنا، وما كنا نفكر به عندما كانت تواجه تصرفاتنا بالرفض والأعراض والسخرية وعدم التفهم.

ويدعو خبراء النفس الآباء إلى ضرورة التوقف الفوري عن محاولات برمجة حياة المراهق؛ فهم أبناؤنا نعم، لكن لهم ذواتهم المنفصلة ولديهم عقولهم الخاصة التي ينبغي لها أن تعمل وأن تبرمج حياتهم.

•الحوار الهادئ: 

تربية المراهق تحتاج إلى الحوار الهادئ الصبور ، الحوار الذي يحترم ويتفهم إستقلالية المراهق وتفكيره، نتحاور معه علي أنه إنسان ناضج ونتعامل مع كذلك أيضًا، ولا تهتز هذه المعاملة أبدًا، حتى وإن أخطأ، نبين له خطأه بالحوار، والحوار هو المنهج الصحيح في الإسلام للتعامل مع الشاب الصغير ،{ ففي الحديث عن أمامة -رضى الله عنه-قال:أتى شاب إلى النبي صل الله عليه وسلم وقال له:يارسول الله إئذن لى بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا:مه مه !, فقال "إدنه"

فدنا منه قريبًا، فجلس فقال:أتحبه لأمك؟,قال:لا والله، جعلنى الله فداك، قال ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال :أتحبه لإبنتك؟, قال:لا والله يارسول الله،جعلنى الله فداك،قال:ولا الناس يحبونه لبناتهمقال: أتحبه لأختك؟, قال: لا والله، جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم. قال:أتحبه لعمتك؟قال: لا والله، جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم. قال: أتحبه لخالتك؟قال: لا والله، جعلني الله فداك! قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم. قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه." فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء}. 

فهذا الشاب تحت تأثير الهرمونات الذكورية المتدفقة في دمه، يرغب في علاقة مع الجنس الأخر، ولكنه يعلم أن هذا الأمر حرام، فخطر بباله أن يذهب إلى النبى ويطلب منه السماح له بفعل ذلك، وتحت تأثير هذه الرغبه والضغط ذهب وتحدث إلى النبى في هذا الأمر، تمامًا كما يأتي إلى ابنك المراهق ويتحدث بحديث وقح غير مناسب ، فما كان رد فعل النبى صل الله عليه وسلم الذي هو أسوتنا وقدوتنا، لم يغضب النبى صل الله عليه وسلم ولم يصفعه ويقول له أيها الحقير ما الذي تقوله أو تطلبه، بل حافظ على هدوئه وأدار حوار مع هذا الشاب، وجعله ينظر إلى الأمر أو ما يطلبه من زوايا أخرى . 

•الحنان والتفهم:

بعد ذلك وضع يده الشريف على قلب هذا الشاب ودعا له أن يطهر الله قلبه ويحصن فرجه، وهذه هي الآلية الثانية للتعامل مع المراهق بعد الحوار الهادئ والصبور، وهي الحنان والتفهم، فلمسة حنان صادقة كتلك التى فعلها النبى صل الله عليه وسلم مع الشاب، تشبه عمل السحر في قلبه،وجعلته يشعر بفهمه له، فإن الحب والحنان والتفهم هم مفاتيح القلوب المغلقة، والعقول الشاردة المتمردة. 

والحنان لا يعني الضعف، والحزم لا يعني السيطرة، فلابد من الحزم مع الحنان، فالنبى صل الله عليه وسلم لم يتساهل معه في أمر الحلال والحرام، بل تفهم سبب السؤال والدوافع له، وقدم له الجواب الشافي، بالفكر الذي يقنعه، وتوجه لله بالعون والحصن، والعزيمة التي تولد عنها الحزم على النفس حتى لا تلتفت للحرام أبدًا . 

•الإستماع الجيد لهم:

أظهار له إشارات تدل على أنك تستمع جيدًا إليه، مثل:إظهار الحب والإهتمام والود أثناء الحديث، والإيماء بالرأس، والجلوس في نفس مستواه أوالنظر إليه مباشرةً،وتجنب مقاطعة أبناء أثناء حديثهم، إطرح عليه بعد الأسئلة التى تشعرهم أنك مهتم مثل "ثم ماذا حدث؟ وماذا فعلت؟ وكيف فعلت ذلك اشرح لي؟ " وهكذا. 

•المساندة أو المعونة:

هناك فرق بسيط جدًا بين المساندة والتحكم، عندما يأتيك ابنك ويطلب منك المساعدة أو نصيحة في أمر ما، أعرض عليه ما تفكر به، واترك له القرار في النهاية، ولا تفرض عليه رأيك أنت، وتتشبث بأن ينفذ إقتراحك بكل حذافيره، كون دائمًا بجانبه فقط. 

وأخيرًا.. 

همسة للوالدين :إعلموا أن قلوب أبناءكم بين يدي الله، وهو الذي يقلبها كيف يشاء، فإطلبوا العون من الله على تربية أبناءكم، وإدعوا لهم، وإياكم والدعاء عليهم. 

وهنا تنتهي مقولتنا لهذه اليوم، نتمنى أن تكونوا قد إستمتاعتهم بها وأفادتكم

 

 

 

 

 

 


ربما يعجبك أيضا

ما تعليقك

https://www.flengaz.com/assets/images/user-avatar-s.jpg
اكتب التعليق الأول على هذا!