menu
الغش أو التزوير، من الظواهر السلوكية المنتشرة بين الأطفال خاصة في مواقع التعليم والدراسة، وهو من العادات التي تظهر لدى الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، مع اختلاف الطريقة المتبعة ونوع المكاسب التي يحققها الطفل، ويهدف الغش إلى التحايل على الواقع، وإظهار حقائق الأمور بشكل غير حقيقي بفرض الوصول إلى غاية معينة أو تغطية العجز أو التقصير أو الإهمال، ولذلك تعتبر من أخطر المشكلات السلوكية التربوية والاجتماعية والاقتصادية.

أشكال الغش أو التزوير

وقد تبدأ هذه العادة عند الطفل في سن مبكر، وتلازمه في المنزل والمدرسة، وغالبا ما يحقق من ورائه مكاسب مؤقتة، ويثبت هذا السلوك عند الطفل إذا لاقى التدعيم والتشجيع بجانب ما يحققه من مكاسب، ويصبح سلوكية متداخلة في نسيج الشخصية والبناء النفسي، ومن هذه الأشكال:

  • غش الالتباس، وهذا النوع لا يعتبر انحراف في السلوك أو لا يمثل سلوكًا مضطربًا؛ لأن الطفل يسلكه من غير قصد حيث تلتبس عليه الأمور.
  • غش التقليد، يقلد بعض الأطفال غيرهم من الكبار في سلوكياتهم، وقد يكون الغش أو هذه السلوكيات من دون وعي منه، ولكن إذا استمر في ممارسته يتحول إلى عادة التزوير.
  • غش المزاح، ويهدف الطفل من ورائه إلى إيقاع زميله في مأزق لمجرد المزح معه.
  • الغش الانتفاعي، وهو الذي يعود بالمنفعة على صحبه وهو أخطر أشكال الغش؛ لأنه يهدف إلى منع عقوبة أو تحقيق مكسب على حساب الغير، مثل: الغش في الامتحان بوسائله المتعددة، أو في اللعب من أجل الفوز، أو الكذب وتحريف الواقع.
  • الغش أو التزوير المرضي، عندما يتأصل الغش في شخصية الطفل يصبح عادة يمارسها الطفل لا شعوريًا ، وهذا النوع ينطوي على كذب مرضي.
  • الغش الادعائي، هو ما يمارسه الطفل كسلوك تعويضي لشعوره بالنقص، فهو يغش في الامتحان حتى يحقق النجاح خوفًا من الفشل.

أسباب الغش أو التزوير في المدرسة

من الجدير بالذكر أن عادة الغش بالرغم مما تحققه لمن يمارسها من مكاسب إلا أنها تخلف في نفسه الشعور بالإثم والخجل من الذات، وخاصة عندما يقارن نفسه بنماذج منضبطة من زملائه في الدراسة، وبعض الطلاب قد يقلع عن ممارسة عادة الغش وتكون بالنسبة له عابرة وغير متكررة وتنتهي بانتهاء الحاجة الماسة إليها ولا تترك في نفسه الرغبة في استخدامها، ومن الأسباب:

  • ترك المدرس أو المراقب لقاعة الامتحان مما يهيئ الظروف لممارسة الغش، ويشجع الأطفال على ذلك.
  • الغش أو التزوير في لضعف شخصية المدرس ومستواه التعليمي.
  • تعريض الطلاب لضغوط ولوائح متعسفة للالتحاق بالمراحل التعليمية التالية.
  • انخفاض دافعية الإنجاز لدى الأطفال واتكاله على الآخرين.
  • تقليد الطفل للكبار في ممارسة هذا السلوك.
  • خوف الطفل من الفشل خاصة إذا كان مهدداً بفقدان الحب والعطف والرعاية.
  • خوف الطفل من العقاب نتيجة الفشل.
  • الشعور بالنقص، حيث يشعر الطفل بالتعويض عن فقدان الثقة بالغش أحيانًا نتيجة معاناة من الشعور بالنقص التي يعيشها.

أساليب التغلب على الغش أو التزوير

لقد نهانا رسولنا الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) عن الغش في قوله في الحديث الشريف "من غشنا فليس منا" لما له من خطورة وإضرار مادية ونفسية ومعنوية تقع على الغشاش، ومن هذه الأساليب:

  • تجنب العقاب كوسيلة لعلاج الغش عند الأطفال.
  • تعويد الطفل على الاستقلال والاعتماد على النفس منذ الصغر واحترام ممتلكات الغير.
  • تعريف الطفل بأن أي عمل فيه مهزوم ومنتصر، وفيه ناجح وراسب،
  • إعداد قصص وأغاني للأطفال عن نتائج الغش والعقاب في الدنيا والآخرة نتيجة ممارسته.
  • توفير القدوة الحسنة للأطفال حتى يتقبلوا فشلهم كنقط انطلاق لتحقيق نجاح مقبل من خلال ممارسة بعض الألعاب الهادفة.
  • البعد عن تحقير الطفل لأتفه الأسباب أو السخرية منه ومن إمكانياته وقدراته.

وإلى هنا نكون وصلنا إلى نهاية المقال الي تعرفي فيه عن الغش أو التزوير.


ربما يعجبك أيضا

ما تعليقك

https://www.flengaz.com/assets/images/user-avatar-s.jpg
اكتب التعليق الأول على هذا!