menu
حوار مع الكاتب المغربي الكبير محمد لحسن الحراق مؤلف رواية رهينة الساحل الشمالي، لقاء ممتع مع الكاتب والشاعر المغربي الحاصل على جائزة مؤسسة سلمى للسرد محمد لحسن الحراق والحديث عن أهم أعماله الأدبية وأسرار رواية رهينة الساحل الشمالي، أيضًا التطرق حول الأدب وماهيته ومفهوم الرواية وتأثيرها على التكوين الثقافي للأمم والجدير بالذكر أن رواية رهينة الساحل الشمالي تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023

لقاء حصري لموقع معلومة في الإنجاز مع الكاتب والشاعر الكبير محمد لحسن الحراق مؤلف رواية رهينة الساحل الشمالي ولديه العديد من الأعمال الأدبية التي نالت شهرة كبيرة وأيضًا بحوث علمية أكاديمية، وروعة ديوانه الشعري ناياتي والقمر، والحديث عن أسرار كثيرة ممتعه في الأدب ونصائح للكتاب الشباب، أيضًا روايته المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 رواية رهينة الساحل الشمالي 

نبذة عن الكاتب 

محمد لحسن الحراق

كاتب وشاعر مغربي مقيم ببلجيكا  

ما هي إصدارتك الأدبية؟ وأيهما أقرب لقلبك؟

رواية رهينة الساحل الشمالي

 بالنسبة للإصدارات المنشورة أعتبر نفسي من المتأخرين أو إن شئت قل من المقللين. رغم كتاباتي الكثيرة وبحوثي العلمية الجامعية، لم أنشر منها سوى ديوان شعري تحت عنوان " ناياتي والقمر" في غشت 2019 بالمغرب، ثم روايتي التي أشارك بها بمعرض الكتاب الدولي بالقاهرة لهذه السنة . الرواية تحت عنوان:" رهينة الساحل الشمالي" التي رويت فيها معاناتي ومعاناة الإنسانية جراء مكر الساسة وخوض الحروب والآثار التي تخلفها العمليات الإرهابية الدموية ، لأطرح بسبب كل ذلك عن التأثير والتأثر والأسباب والمسببات بمقاربة أدبية وحبكة سردية تمتع القارئ من جهة وتحرك لديه قدرات وطاقات في التفكير في مجريات أحداث كان يظن أنها طبيعية وإن كان جلنا يقف إزاءها مشدوها لا يدري ما يقول. 

أما عن سؤالك عن أيهما أقرب لقلبك؟

فالعمل الإبداعي عندما يرى النور، يصبح له مكان أعمق في القلب والعقل. لأنه مجهود أعوام وأيام وسهر ليال طوال، فلا يمكن أن تسأل أي سيدة عن أي أولادها الأفضل لديها. فرغم بعض الفروق لكن الأمر مشابه هنا تماما. يمكن أن يكون المولود الجديد أقرب ويحظى بالعاطفة والحنان والاهتمام أكثر من باقي إخوته لعدة اعتبارات، ربما لأنه الوافد الجديد، فالناس بالفطرة تحب كل جديد وحادث.

لماذا سميت روايتك بهذا الاسم؟ وماذا يعني ؟

 سميتها "رهينة الساحل الشمالي" من ناحية الظاهر، هو اختطاف رهائن أجانب بالساحل الشمالي. لكن عندما تقرأ الرواية تكتشف عدة رهائن آخرين مستترين وقد لا يعلمون أنهم رهائن، على القاريء أن يكشفهم في خضم الصراعات والأحداث العاصفة التي تعرفها عدة عواصم أوربية وإفريقية بالرواية.

 ماذا يعني لك مفهوم الرواية ؟

مفهوم الرواية تغير كثيرا مع مرور الزمن والمدارس الأدبية القديمة والحديثة، وكذا حتى المنحى الجغرافي أثر بشكل كبير في تحديد هذا المفهوم، فمثلا عندنا في العالم العربي ليست هي نفس الرواية بالغرب أو ما تمسى بالروايات "العالمية " أو هكذا يريدون تكريس هذا المفهوم ، كما جرت العادة اليوم بعولمة كل شيء ونسبته إلى الغرب. لكن الرواية العربية استطاعت أن تخترق جدار الصمت وتصبح بدورها عالمية كنجيب محفوظ والطيب صالح وأمين معلوف وغيرهم كثير. لكن في الآونة الأخيرة ورغم الكم الهائل من الروايات خاصة الشبابية نلاحظ نوعا من التسرع في النشر بسبب المنافسة الشرسة والقوية بين المؤسسات والناشرين كان له تأثير كبير على النوع وعلى جودة النصوص المنشورة، فنرى مثلا أن كما كبيرا ذهب إلى الرومانسية والفانتازيا فلا تستطيع أن تميز بين الرواية والخواطر، وهناك من ارتمى في أحضان الرعب والجن والشياطين دون معنى أو هدف لمجرد الإثارة لمجرد الإثارة فقط، وأحيانا بتشابه الروايات  وحتى الأحداث لم تعد تحصل لا متعة ولا دهشة فيترك القارئ الرواية بمجرد قراءة فصل أو فصلين.

أريد أن أقول بأن مفهومي للرواية هي تلك التي تأخذ بتلابيب روحك، تحرك فيك الأشواق والهواجس ، تشغل قلبك وعقلك لتفكر بطريقة مغايرة خارج الصندوق المرسوم أحيانا أو تعيد قراءة وقائع عشتها أو تعيشها بنظرة مختلفة تماما. فالرواية رافض أساسي للتكوين الثقافي والفكري والفلسفي، وتحرك فيك الوجدان النفسي وتزيد من الوعي الاجتماعي والسياسي، وتنمي القدرات الذاتية والفكرية وتحفز الطاقات الكامنة في النفس البشرية. فإذا استطاع الكاتب أن يمتلك هذه المهارة ووظفها في رواياته بحبكة روائية متقنة وأسلوب أدبي جذاب ستكون رواياته حقيقية تملك المواصفات الجمالية والفنية لتكون في مصاف الروايات العالمية ويمكن آنذاك أن تنافس ما ينشر بالغرب وبالعالم أجمع. 

   لماذا يقتني القراء الروايات وليس الكتب ؟ 

 هذا سؤال طريف في الحقيقة، لأن القراء مذاهب وألوان وأذواق. فلا يمكن أن أتحدث بلسان الآخرين، لكن بما أني قارئ قبل أن أكون كاتبا ـ كما قيل ـ عليك أن تكون قارئا كبيرا حتى تكون كاتبا صغيرا. فأنا أختار رواياتي بالمعايير التي أسلفت، فلا أختار عناويني من الأسماء المشهورة هكذا عبثا لأنها مشهورة فقط بل لمعايير نقدية ومعرفية وفنية. لأني أحبطت من كثير من الأسماء المشهورة التي لم أجد برواياتها سوى السرد للسرد فقط، كأنها كتابات مقالية وليست أدبية. وهناك من أسهبت في الأسلوب فصارت الرواية عبارة عن خواطر فقط، ولا علاقة لها بفن الرواية فلا وجود للحبكة ولا لأحداث مستفزة ولا لخيال جامح ولا لإثارة أو لدهشة التي تخلقها عادة الروايات الحقيقية.

أما لماذا يفضلون الروايات على الكتب؟ فهذا يتعلق بالأسلوب الروائي السردي وما فيه من إثارة وتشويق يجذب القارىء، عكس الكتب البحثية والأكاديمية التي تلتزم بمعايير البحث العلمي الدقيق، لذا فلها قراؤها الخاصون وعشاقها والمهتمين بها، وهذا لا يعني أن هناك قطيعة بل العكس هناك تقاطع ومناطق مشتركة بين الرواية والكتب العلمية المتخصصة التي يعتمد عليها كاتب الرواية في ثقافته أو حتى في المادة الخام لروايته ليحولها بأسلوب أدبي تشويقي إلى وقائع وأحداث تؤثث مشاهد الرواية. وكذا نجد كبار الأكاديميين والباحثين يرتاحون لقراءة الروايات ، وقد تدفعهم رواية ما للبحث أكثر في موضوع تخصصه، فنرى رواية الخيال العلمي كانت حافزا لعدة اختراعات وابتكارات أحدثت ثورة صناعية وتكنولوجية عالمية. اذا على الجميع أن يقرأ الرواية ولو كان بعيد عن لأدب بمفهومه التخصصي، فالقانوني والأمني والطبيب والمهندس والباحثين في التكنولوجيات والاختراعات ، فيمكن أن يجد شرارة وجذوة فكرة لاختراع عظيم في رواية ما، كما قد يجد الأمني فك لغز أو شفرة لجريمة ما في وقائع رواية لأجاتا كريستي مثلا... 

 من وجهة نظرك هل الحياة عبث ؟

النظرة العبثية للحياة هو نوع من الكتابة الروائية ومذهب فكري وأدبي حديث، كالمسخ عند كافكا ، وروايات ألبير كامو في روايتيه الغريب والطاعون... ورواية في انتظار غودو لصمويل بيكيت. لكنها لا تعدو متعة قراءة وأسلوب ساخر يريد من ورائه  الكاتب أن يسخر من الواقع الذي لم يستطع تغييره، فيلجأ لهذا الأسلوب. لكن الحياة في الواقع تحتاج إلى عدة أمور لا يمثل فيها الكاتب إلا نقطة الانطلاق لتتشابك بعدها عدة مؤسسات وهيآت لتغيير ما يمكن تغيير أو إصلاح بعض الأعطاب والترسبات التاريخية والصراعات الاجتماعية والسياسية والهيمنة الاقتصادية.

معايير نجاح الكاتب من خلال خبرتك في مجال التأليف والإبداع 

أهم نقطة ارتكاز هي اقراءة المكثفة، ثم البحث الجيد ثم التدريب المتكرر. فلا يرتكز الكاتب على موهبته وثقته بنفسه فقط، بدوري رغم تخصصي الأدبي ودراسات العليا المتنوعة جدا سواء بالمغرب أو ببلجيكا حيث أقيم حاليا، ما زلت أشارك في ورشات الكتابة الروائية هنا ببروكسيل، لأن العالم يتطور كل يوم، وكل يوم هناك الجديد والأجود، فلا بد أن يكون الكاتب مطلعا على التقنيات الحديثة وما تجود به الساحة الأدبية بالغرب أو الشرق من جديد. فالكثير من الكتاب من يعتمد على رصيده الثقافي الذي تلقاه بمراحل تعليمه ولو وصل إلى أعلى رتبة جامعية وأعلى المناصب الأكاديمية يبقى فقيرا إن لم يشارك في هذه التداريب والتكوينات المستمرة كلما سنحت الفرصة ولو مرة في السنة.

أسماء الكتاب المفضلين لديك

منذ حداثة سني وأنا ملازم للقراءة ومتابع للساحة الأدبية بوطننا العربي. فقرأت ودرست الرواد ابتداء من طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وببلدي المغرب عبد الكريم غلاب ومبارك ربيع وحاليا عبد القادر الشاوي وحسن أوريد ...  وبالغرب خاصة الناطق بالفرنسية نظرا لارتباطنا بالمغرب باللغة الفرنسية. فتعدد الثقافات واللغات خاصة لما استقر بي الحال بأوربا جعلتني أحاول تجاوز عقدة المشهور والغالب والمهيمن ـ رغم جودته أحيانا ـ فأقرأ للشباب الجدد الذين خلقوا حركة روائية عربية رائدة يشبهها البعض بالتسونامي ، أتمنى أن يجد طريقه إلى العالمية. كما فعل الكاتب الاسباني الشاب رغم رحيله المبكر أقصد صاحب جائزة نوبل كارلوس زانوف.

 ما هو العمل المشارك في معرض الكتاب القادم 2023 

هو الجزء الثاني من روايتي هذه " رهينة الساحل الشمالي" ولكن بعنوان آخر يتناسب مع أحداث الجزء الثاني. ليس لأن الجزء الأول لم يكتمل، بل هو الأساس الذي تبنى عليه أحداث الجزء الثاني، ولفهمه لا بد من الرجوع إلى هذه الأحداث السابقة. لأن الرهائن يحاولون دائما التحرر من ربقة الاحتجاز، فيخوضون عدة معارك  وصراعات للتشبث بالحياة والحرية حتى آخر رمق...

 أهمية الذاكرة وعامل الزمن في الرواية

الذاكرة تبقى صامتة إلى أن تخرج عبر الرواية لتصبح ناطقة. فكثير من الروايات انعكاس للذاكرة سواء الفردية أو الجماعية. لذا نطلق على كثير من الأعمال الروائية بالسيرة السردية ولو لم تكن سيرة ذاتية بالمعنى الكلاسيكي. فالكاتب يعكس تجاربه ومعارفه ورواسب زمنية وتراكمات وصراعات على صفحات رواياته ، فهناك أمور تنفلت منه ولو عن غير قصد، يصيدها القاريء أو الناقد المتمكن.

 نصيحه للقراء إحساسك إيه تجاه قرائك ؟

 أول نصيحة للقراء هو أن لا تبخلوا علي بالنصيحة أولا. ثم اختيار الرواية الحقيقية التي تحترم ذكاء القارئ وقدراته المعرفية والأدبية، أي أن لا يكون تحت تأثير الدعايات أو الأسماء المشهورة، أو العناوين المثيرة الخادعة والمتكررة أحيانا. فالكثير منها قد يصدمك فلا تجد في الرواية سوى لغة سردية سطحية تماما، دون أي عمق فكري أو أدبي يحلق بك ويشدك وتتمنى أن لا تنتهي الرواية، بل تكون شخصا آخر وفكرا آخر عند طي آخر صفحاتها.

القتل غريزة كامنة داخل الإنسان .... حوار مع الروائية أميرة البطل مهندسة الجريمة ومؤلفة سر الجثة المفقودة


ربما يعجبك أيضا

ما تعليقك

https://www.flengaz.com/assets/images/user-avatar-s.jpg
اكتب التعليق الأول على هذا!