في تصريح يحمل نبرة تحذيرية عالية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع في بلاده يزداد تعقيدًا بشكل قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل.
هذا التصريح يأتي في ظل استمرار التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، والتوترات المتصاعدة على الجبهات السياسية والعسكرية في شرق أوروبا.
زيلينسكي، الذي لا يزال يخوض حربًا طويلة الأمد مع روسيا منذ فبراير 2022، أكد أن الحرب لم تعد مجرد نزاع إقليمي، بل تحمل تهديدات واضحة للاستقرار الدولي بأكمله، خاصة مع تزايد وتيرة الهجمات على العاصمة كييف ومدن أخرى.
وأضاف أن الموقف يتطلب ضغطًا حقيقيًا من الغرب على موسكو، وليس مجرد تصريحات أو مساعدات غير كافية، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يسعى لهزيمة أوكرانيا بالكامل".
في سياق إنساني موازٍ، أعلن الرئيس الأوكراني عن نجاح عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب مع روسيا، موضحًا أن كييف استعادت مجموعة من الجنود الجرحى والمصابين بجروح خطرة كانوا محتجزين لدى الجانب الروسي.
ونشر زيلينسكي عبر حسابه الرسمي على تطبيق "تيليجرام" أن "هؤلاء الجنود يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، وأن عودتهم تمثل خطوة مهمة في إطار جهود إنسانية مستمرة تبذلها الدولة".
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية عودة دفعة من العسكريين الروس المحتجزين في أوكرانيا، في إطار الاتفاق نفسه، مشيرة إلى تسلم موسكو مجموعة من أسرى الحرب الأوكرانيين في المقابل.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أن العملية تأتي في أعقاب محادثات مباشرة بين الجانبين عقدت في إسطنبول في الثاني من يونيو الجاري، وأسفرت عن التوافق على تبادل محدود للأسرى دون سن الـ25 عامًا.
هذه الخطوة، رغم طابعها الإنساني، تُظهر أن قنوات الاتصال بين موسكو وكييف لا تزال قائمة، ولو بشكل محدود وغير منتظم، ما يفتح الباب أمام احتمال وجود تفاهمات مستقبلية، ولو كانت ضيقة النطاق، بشأن بعض الملفات الإنسانية والعسكرية.
ومع ذلك، فإن التحذيرات الصادرة عن القيادة الأوكرانية حول اتساع نطاق الصراع، تثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الدولية، خصوصًا مع التصريحات المتكررة حول استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في الهجمات الأخيرة، واحتمالات جرّ أطراف جديدة إلى ساحة النزاع.
وتواصل أوكرانيا مناشدتها للدول الغربية من أجل تقديم مزيد من الدعم العسكري والسياسي، بهدف التصدي للموجات المتكررة من الهجمات الروسية، التي تستهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية على حد سواء.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبقى الحرب الأوكرانية مرشحة لمزيد من التصعيد، مع استمرار تعثر جهود التهدئة وغياب بوادر حل سياسي شامل.