يسود نادي الزمالك في الوقت الراهن حالة من التوتر داخل مجلس الإدارة، بعد أن أثار التقرير الفني الذي قدّمه أحمد حسام "ميدو"، عضو لجنة التخطيط، موجة من الجدل والانقسام بين أعضاء المجلس، في وقت يستعد فيه النادي لوضع ملامح المرحلة المقبلة استعدادًا للموسم الجديد.

 

وبحسب مصدر داخل القلعة البيضاء، فإن ميدو قد تقدم بتقريره الفني عن الموسم الماضي إلى مجلس إدارة النادي، برئاسة حسين لبيب، بهدف تسليط الضوء على أبرز أوجه القصور وتقديم رؤيته الخاصة لتصحيح المسار وبناء فريق قادر على المنافسة محليًا وقاريًا.

 

إلا أن الطريقة التي صيغ بها التقرير، بالإضافة إلى مضمونه، أثارت غضبًا داخل المجلس، خاصة أنه كُتب باللغة الإنجليزية، ما اعتبره بعض الأعضاء أمرًا غير مبررًا ويضعف من فاعلية النقاش حول مضمونه.

 

المصدر ذاته أوضح أن التقرير تضمّن تقييمًا فنيًا حادًا لأداء بعض اللاعبين، بالإضافة إلى انتقادات ضمنية لطريقة إدارة الملفات الكروية خلال الموسم، وهو ما أحدث نوعًا من الصدمة داخل أروقة المجلس.

 

وقد اتفق الأعضاء على عقد جلسة حاسمة خلال الساعات المقبلة بحضور ميدو، لمناقشة محتويات التقرير وتوضيح وجهات النظر حول ما طُرح داخله، في محاولة لاحتواء الخلاف قبل أن يتفاقم ويؤثر على التحضيرات للموسم المقبل.

 

على صعيد متصل، يواصل مسؤولو الزمالك مساعيهم المكثفة لتدعيم صفوف الفريق بعدة صفقات قوية خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

 

وتُجرى حاليًا مفاوضات جادة مع عدد من اللاعبين المحليين، بناءً على توصيات من الجهاز الفني وبعض أعضاء لجنة التخطيط، في محاولة لسد الثغرات التي عانى منها الفريق خلال الموسم المنقضي.

 

وكان الزمالك قد أنهى موسمه الماضي بتحقيق لقب كأس مصر، بعد مشوار ناجح في البطولة، لكنه خرج من بطولة الكونفدرالية الإفريقية من دور الثمانية، إلى جانب احتلاله المركز الثالث في جدول الدوري الممتاز، وهو مركز لا يرضي طموحات الجماهير البيضاء التي تطالب دائمًا بالمنافسة على جميع البطولات.

 

في السياق ذاته، بات من المؤكد أن الجهاز الفني الحالي بقيادة المدير الفني الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، سيحظى بفرصة جديدة في الموسم المقبل، مع دعم كبير من الإدارة التي تسعى لتوفير الأدوات الكافية له من خلال التعاقدات الجديدة، بما يضمن تقديم أداء يليق باسم وتاريخ الزمالك.

 

تجدر الإشارة إلى أن الأجواء داخل النادي الأبيض لا تزال مضطربة إلى حد ما، خاصة في ظل التحولات الإدارية والفنية المتلاحقة، والتحديات التي يفرضها الوضع المالي للنادي، وهو ما يجعل من الضروري توحيد الرؤية داخل مجلس الإدارة، خاصة في مثل هذه المرحلة الحساسة التي تتطلب استقرارًا إداريًا وفنيًا لضمان بداية قوية في الموسم الجديد.