في مشهد يجسد أسمى معاني الوفاء والتكريم، واصلت الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية ورعاية أسر الشهداء بوزارة الداخلية جهودها لتفويج حجاج بيت الله الحرام من أسر الشهداء، من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

 

وذلك بعد أن أتموا مناسك الحج كاملة، وشملت الوقوف على صعيد عرفات الطاهر، ورمي الجمرات، والسعي بين الصفا والمروة، والطواف طواف الإفاضة، والانتهاء بطواف الوداع. هذه اللفتة الإنسانية العظيمة تأتي وفاءً لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل أمن الوطن وسلامة أبنائه.

 

مشاعر مختلطة من الفرح والحزن كانت تملأ الوجوه عند مغادرة مكة، حيث امتزجت دموع الفراق لبيت الله الحرام مع مشاعر الامتنان لإتمام فريضة الحج.

 

هذه اللحظات ستُكتب في ذاكرة أسر الشهداء، الذين أكرمهم الله بهذه الرحلة الإيمانية. وقد حرصت بعثة حج القرعة على توفير كافة سبل الراحة لأسر الشهداء خلال رحلة الانتقال من مكة إلى المدينة، حيث تم تخصيص حافلات حديثة ومكيفة لضمان تنقلهم بشكل مريح وآمن، خصوصًا في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

 

رافق الحجاج من أسر الشهداء عدد من الضباط والضابطات، لضمان سهولة التنقل وتقديم المساعدة في كافة المحطات.

 

وأكدت بعثة حج القرعة أن هذه الرحلة لم تكن مجرد تنقل جغرافي، بل لحظة روحية وإنسانية بامتياز، حيث تم تهيئة كل التفاصيل الدقيقة لتيسير أداء المناسك والزيارات الدينية في المدينة المنورة، وعلى رأسها زيارة المسجد النبوي الشريف.

 

تم التعاقد مع فنادق راقية وقريبة من الحرم النبوي لتسكين أسر الشهداء فيها، مراعاة لراحتهم وسهولة تنقلهم، وتأكيدًا على أن هذه الفئة تحظى برعاية خاصة واستثنائية.

 

جاءت ردود الفعل من أسر الشهداء معبّرة عن مشاعر عميقة لا تخلو من الحنين والفخر، فقد عبّر العديد من ذوي الشهداء عن امتنانهم العميق لما لمسوه من اهتمام بالغ ورعاية فائقة منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى الأراضي المقدسة.

 

"أبناؤنا لم يرحلوا، بل يعيشون معنا في كل لحظة، ونشعر بأن بركتهم هي التي يسرت لنا هذه الرحلة، لقد ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، وها هي وزارة الداخلية ترد الجميل، وتكرّمهم بأفضل تكريم"

 

، هذا ما قاله أحد الحجاج من ذوي الشهداء، مضيفًا: "نشكر وزارة الداخلية على هذه اللفتة الكريمة التي لا تنسى من ضحوا بأغلى ما يملكون".

 

أشاد أسر الشهداء بالخدمات المقدمة لهم، ووصفوها بأنها غير مسبوقة، سواء من حيث التنظيم أو سرعة الإجراءات أو مستوى الإقامة والتنقل. كما أعربوا عن تقديرهم العميق لدور الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية ورعاية أسر الشهداء، التي لم تدّخر جهدًا في تقديم الدعم الكامل لهم، منذ بدء الرحلة من مصر وحتى تفويجهم إلى المدينة المنورة.

 

ولم تغفل بعثة الحج عن البُعد النفسي والروحي لهذه الرحلة، فقد حرصت على تخصيص وقت للزيارات الدينية في المدينة، وإطلاع الحجاج على السيرة النبوية الشريفة ومعالم المدينة المقدسة، لتعميق الأثر الإيماني في قلوبهم، وترك بصمة لا تُنسى في نفوسهم.

 

وزارة الداخلية تضع أسر الشهداء في مكانة خاصة، وتعتبرهم جزءًا لا يتجزأ من نسيجها الوطني، لما قدموه من تضحيات باهظة من أجل رفعة البلاد واستقرارها.

 

وفي مشهد مهيب، ودّع حجاج بيت الله الحرام من أسر الشهداء مكة المكرمة، وقلوبهم مفعمة بالامتنان والسكينة، وما بين دموع الفقد ونور الإيمان، كانت الرحلة إلى المدينة المنورة تحمل في طياتها رسائل إنسانية ووطنية عميقة، أكدت أن مصر لا تنسى أبناءها الذين قدّموا أرواحهم فداءً لترابها، وأن ذكراهم ستظل حيّة، محفوفة بالتقدير والدعاء.

 

تفويج أسر الشهداء إلى المدينة المنورة تم وفق خطة محكمة، رُوعي فيها توفير كل أشكال الدعم، سواء الصحي أو الإداري أو الخدمي، وأن ما تقوم به الوزارة تجاه أسر الأبطال هو التزام وطني وأخلاقي قبل أن يكون إجراءً تنظيميًا.