أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم عن خروج 23 مستشفى عن الخدمة في قطاع غزة نتيجة الاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وأكدت الوزارة في بيان لها أن هذا الوضع الكارثي يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، ويضع النظام الصحي في القطاع على حافة الانهيار التام.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، والتي تستهدف بشكل مباشر البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية وتسببت هذه الاعتداءات في أضرار جسيمة للمباني والمعدات الطبية، إضافة إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
وأوضحت الوزارة أن المستشفيات التي خرجت عن الخدمة تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، حيث استشهد وأصيب العديد من الأطباء والممرضين والعاملين الصحيين جراء القصف الإسرائيلي كما أن الحصار المفروض على قطاع غزة يمنع وصول الإمدادات الطبية اللازمة، ويحول دون إجلاء المرضى والجرحى لتلقي العلاج في الخارج وأشارت إلى أن هذا الوضع يفاقم معاناة السكان المدنيين، ويجعل من الصعب تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم.
تدهور الأوضاع الإنسانية
بالإضافة إلى خروج المستشفيات عن الخدمة، يعاني قطاع غزة من تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في المياه النظيفة والغذاء والكهرباء وقد حذرت منظمات دولية من انتشار الأمراض والأوبئة بسبب نقص النظافة وتكدس السكان في أماكن الإيواء.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ حياة السكان المدنيينوأكدت أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن تصورها.
وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية:
"إن استهداف المستشفيات والمراكز الصحية جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف هذه الاعتداءات وحماية المدنيين".
وأضاف أن الوزارة تعمل بكل طاقتها لتوفير الرعاية الصحية الممكنة للمرضى والجرحى، ولكن الإمكانيات المتاحة محدودة للغاية في ظل الحصار والعدوان المستمرين.
في السياق ذاته، ناشدت الوزارة المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية لتقديم الدعم العاجل لقطاع غزة، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية والمياه النظيفة كما دعت إلى إرسال فرق طبية متخصصة للمساعدة في علاج الجرحى والمرضى، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للسكان المتضررين. وأكدت أن الوضع في قطاع غزة يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً ومنسقاً لإنقاذ حياة السكان المدنيين ومنع وقوع كارثة إنسانية شاملة.
"إن ما يحدث في غزة هو جريمة ضد الإنسانية، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فوري لوقف هذه المأساة. نحن بحاجة إلى مساعدات طبية وإنسانية عاجلة لإنقاذ حياة آلاف المرضى والجرحى." - الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.