استقرت أسعار الذهب في السوق المصري اليوم الأحد الموافق 24 أغسطس 2025، مسجلةً مستويات مستقرة نسبياً بعد تقلبات شهدتها الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي. وسجل سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولاً في مصر، 4580 جنيهاً مصرياً بدون احتساب المصنعية. يأتي هذا الاستقرار في ظل ترقب المستثمرين لبيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة وأوروبا قد تؤثر على أسعار المعدن الأصفر في الأيام القادمة. ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تظل أسعار الذهب حساسة للتغيرات في أسعار الفائدة وقوة الدولار الأمريكي.وأوضح متعاملون في سوق الصاغة أن الإقبال على شراء الذهب لا يزال محدوداً، حيث يفضل الكثيرون الانتظار لرؤية اتجاه الأسعار على المدى القصير. وأضافوا أن الطلب يتركز حالياً على المشغولات الذهبية الخفيفة والسبائك الصغيرة، بينما يظل الطلب على السبائك الكبيرة والعملات الذهبية ضعيفاً نسبياً. ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بشكل عام، مما يجعلها استثماراً مكلفاً بالنسبة للكثيرين. كما أن هناك حالة من الحذر تسيطر على المستثمرين بسبب التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية.
وفي سياق متصل، صرح السيد/ أحمد محمود، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، بأن الأسعار الحالية للذهب تعتبر عادلة نسبياً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. وقال في تصريح خاص:
"نحن نراقب الأسواق العالمية عن كثب ونتوقع أن تظل الأسعار متقلبة في الفترة القادمة. ننصح المستهلكين بالتريث قبل اتخاذ قرار الشراء ومتابعة التطورات الاقتصادية عن كثب."
وأشار محمود إلى أن سعر الذهب يتأثر بعدة عوامل، منها سعر الدولار في السوق الموازية، وأسعار النفط العالمية، والقرارات الاقتصادية للحكومة المصرية.
وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب تختلف من محل صاغة إلى آخر، وذلك بسبب اختلاف قيمة المصنعية التي يفرضها كل محل. وينصح الخبراء المستهلكين بالبحث والمقارنة بين الأسعار قبل الشراء، والتأكد من جودة الذهب ووزنه قبل إتمام الصفقة. كما ينصحون بالتعامل مع محلات الصاغة المعروفة والموثوقة لتجنب الوقوع ضحية لعمليات الغش والاحتيال. ويذكر أن المصنعية تمثل جزءاً هاماً من سعر الذهب النهائي، وقد تتراوح بين 50 و 200 جنيه للجرام الواحد، حسب نوع المشغولات الذهبية وتعقيد تصميمها.
وبالنظر إلى التوقعات المستقبلية، يرى بعض المحللين أن أسعار الذهب قد تشهد ارتفاعاً طفيفاً في الأشهر القادمة، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بالتضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. في المقابل، يرى آخرون أن الأسعار قد تتراجع إذا قام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بشكل أكبر من المتوقع. ويبقى المؤكد أن أسعار الذهب ستظل حساسة للتطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، وأن المستثمرين بحاجة إلى متابعة هذه التطورات عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية سليمة. ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، ولكنه في الوقت نفسه استثمار محفوف بالمخاطر ويتطلب دراسة متأنية.