أظهرت دراسات حديثة أن للعنب فوائد صحية جمة تتجاوز مجرد كونه فاكهة صيفية لذيذة، حيث يلعب دوراً فعالاً في خفض ضغط الدم، والوقاية من أمراض الشيخوخة، وحتى الحماية من الزهايمر. هذه الفاكهة المحبوبة، التي يعشقها الكبار والصغار، تحمل في طياتها كنوزاً غذائية تجعلها إضافة قيمة لأي نظام غذائي صحي. وتتنوع أنواع العنب، ما يجعله خياراً متاحاً ومناسباً لمختلف الأذواق.
يؤكد الدكتور أحمد السيد، أخصائي التغذية العلاجية، على القيمة الغذائية العالية للعنب، موضحاً أنه غني بمضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم. العنب من أقدم الفواكه التي عرفها الإنسان، ويتميز بمذاقه الحلو وفوائده الصحية المذهلة، وهو غني بالماء والسكريات الطبيعية والفيتامينات والمعادن، كما يحتوي على مركبات نباتية قوية مثل الريسفيراترول والفلافونويدات التي تمنحه خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات. وأضاف الدكتور السيد أن هذه المركبات تجعل العنب درعاً واقياً للجسم ضد العديد من الأمراض.
فوائد العنب للصحة القلبية والوقاية من الأمراض العصبية
يحتوي العنب، خصوصاً الأحمر والأرجواني، على مركب الريسفيراترول الذي يلعب دوراً حاسماً في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. هذا المركب يحافظ على مرونة الأوعية الدموية ويمنع ترسب الكوليسترول الضار، مما يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العنب مصدراً غنياً بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة المسؤولة عن تلف الخلايا، وتحفز إنتاج كريات الدم البيضاء، مما يعزز مناعة الجسم ويساعده على مقاومة العدوى والفيروسات.
لا تتوقف فوائد العنب عند القلب والأوعية الدموية، بل تمتد لتشمل الدماغ والجهاز العصبي. فالمركبات النباتية الموجودة في العنب، وخاصة الريسفيراترول، تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، مما يدعم الذاكرة والتركيز ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر والخرف مع التقدم في العمر. يساعد العنب في الحفاظ على صحة الدماغ وتقوية الذاكرة ، مما يجعله إضافة قيمة للنظام الغذائي للأشخاص في مختلف الأعمار.
العنب.. صديق الجهاز الهضمي والبشرة
يعتبر العنب أيضاً صديقاً للجهاز الهضمي، حيث يحتوي على ألياف غذائية تساعد في تحسين عملية الهضم ومنع الإمساك. العنب الأحمر يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا الضارة في الأمعاء مما يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات المعوية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر العنب مرطباً طبيعياً للجسم، حيث يحتوي على نسبة عالية من الماء (أكثر من 80% من وزنه)، مما يجعله وجبة مثالية في الطقس الحار لتعويض السوائل والحفاظ على توازن الأملاح في الجسم ونشاط العضلات. ولا ننسى فوائده للبشرة، حيث تحمي مضادات الأكسدة الجلد من أضرار أشعة الشمس والتلوث، ويحافظ فيتامين C والكولاجين الطبيعي في العنب على مرونة الجلد ويقللان التجاعيد.
وعلى الرغم من احتواء العنب على سكريات طبيعية، إلا أن مؤشره الجلايسيمي منخفض نسبياً، مما يجعله آمناً بكميات معتدلة لمرضى السكري، كما يساعد الريسفيراترول على تحسين حساسية الإنسولين. يحتوي العنب أيضاً على الكالسيوم والمغنيسيوم والمنجنيز ، وهي معادن أساسية لتقوية العظام ومنع هشاشتها، ومضادات الأكسدة تقلل من الالتهابات التي قد تؤثر على المفاصل. كما أن سعراته الحرارية منخفضة نسبياً، ويمنح إحساساً بالشبع بفضل الألياف والماء، ويعزز عملية الأيض ويساعد الجسم على حرق الدهون بكفاءة أكبر. وأخيراً، تشير الدراسات إلى أن المواد الفينولية في العنب لها خصائص مضادة لنمو الخلايا السرطانية، وأن الريسفيراترول يعيق انتشار بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون والثدي والبروستاتا.
ومع كل هذه الفوائد، ينصح الدكتور السيد باتخاذ بعض المحاذير عند تناول العنب، منها تجنب الإفراط في تناوله لتجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وغسله جيداً قبل الأكل لإزالة أي بقايا مبيدات، والاعتدال في تناوله لمرضى الكلى أو من يتبعون حمية قليلة البوتاسيوم. فالاعتدال هو المفتاح للاستمتاع بفوائد العنب الصحية دون التعرض لأي آثار جانبية.