من منزل بسيط في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بزغت قصة نجاح ملهمة. الطالبة ياسمين حسام أحمد منير أحمد، ابنة الشرقية البارة، سطرت اسمها بحروف من ذهب بعد حصولها على المركز التاسع على مستوى الجمهورية في امتحانات الثانوية العامة 2025 – الشعبة الأدبية، محققةً مجموعًا قدره 315 درجة. هذا الإنجاز لم يكن مجرد رقم، بل تجسيد للإرادة الصلبة، والعمل الدؤوب، والدعم الأسري الذي لعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا التفوق.

ياسمين، الطالبة بمدرسة السيدة خديجة بنت خويلد الثانوية الرسمية لغات بإدارة العاشر من رمضان التعليمية، أكدت أن النجاح لا يقاس بعدد ساعات المذاكرة، بل بجودة الاستيعاب، والتركيز، والقدرة على الموازنة بين الدراسة والحياة الشخصية. تقول ياسمين بفرحة غامرة:

"ما كنتش أتوقع أبدًا أكون من أوائل الجمهورية، ولما سمعت الخبر كنت هموت من الفرحة.. أكتر حاجة فرحتني هي سعادة أهلي بيَّ، وقدرت أرسم البسمة على وشوشهم."

هذا الشعور بالفخر والسعادة يعكس مدى تقدير ياسمين للدعم الذي تلقته من أسرتها، والذي كان له بالغ الأثر في تحقيق هذا الإنجاز.

لم يكن طريق ياسمين نحو التفوق مفروشًا بالورود، بل تطلب جهدًا متواصلًا وتنظيمًا دقيقًا للوقت.

"كنت بذاكر يوميًّا من ٤ إلى ٥ ساعات، وبحاول أوازن بين المذاكرة والراحة.. حافظت على صلاتي وقراءة القرآن، وده كان مصدر طمأنينة وثبات لي في أصعب اللحظات."

تؤكد ياسمين على أهمية التوازن بين الدراسة والعبادة، وكيف ساهمت قراءة القرآن في منحها الهدوء النفسي والقدرة على التركيز في أصعب الظروف. هذا يؤكد على أهمية الجانب الروحي في تحقيق النجاح والتفوق.

تعيش ياسمين في كنف أسرة متماسكة مكونة من ستة أفراد؛ والدها المهندس حسام أحمد منير، مدير مصنع، ووالدتها ربة منزل، ولها أربعة أشقاء، بينهم اثنان خريجون. يقول والدها بفخر:

"كنت دايمًا بقولها: عاوز أشوف فيكِ القدوة، وده مش بس لياسمين، لكل إخوتها.. بس عمرنا ما ضغطنا عليها، كنا دايمًا دعم ليها، وكنت متأكد إنها هتفرحنا."

هذا الدعم غير المشروط من الأب يعكس الثقة الكبيرة في قدرات ياسمين، ويؤكد على أهمية توفير بيئة منزلية داعمة ومشجعة للطلاب.

أما والدتها، التي لم تتمالك دموع الفرحة فور تلقي الخبر، فتروي اللحظة قائلة:

"فرحتي لا توصف.. دخلت في حالة انهيار من الفرحة، ومكنتش مصدقة.. شغلت التلفزيون عشان أتأكد إن بنتي فعلًا من الأوائل، وبنصح كل أم وأب: ما تضغطوش على ولادكم، وارضوا بقسمة ربنا."

تختتم ياسمين حديثها بالتعبير عن طموحها الكبير في الالتحاق بكلية الألسن، ومواصلة التفوق لتكون قدوة حسنة لفتيات مصر، قائلة:

"نفسي أكمل دراستي بتفوق وأكون قدوة لأي بنت شايفة إن التفوق محتاج راحة نفسية قبل أي حاجة.. وربنا يوفقني أحقق كل أحلامي."

قصة ياسمين حسام هي قصة نجاح ملهمة، تؤكد أن الإرادة والعمل الجاد والدعم الأسري هم مفاتيح التفوق والنجاح.