أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان، وذلك في أعقاب الفيضانات المدمرة التي ضربت البلاد وتزامنها مع تصاعد حدة القتال في مناطق مختلفة. وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها العميق إزاء تعطل وصول المساعدات الإنسانية الضرورية للمتضررين، فضلاً عن المخاطر المتزايدة لانتشار الأمراض المعدية بسبب المياه الملوثة وتدهور الظروف الصحية. وأكدت الأمم المتحدة أن تصاعد الأعمال القتالية يجبر الآلاف من المدنيين على النزوح من ديارهم، مما يزيد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية الملحة.
تشير التقارير الأولية إلى أن الفيضانات قد تسببت في أضرار واسعة النطاق للبنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية وإعاقة جهود الإغاثة. وأكدت مصادر محلية أن العديد من الطرق الرئيسية قد أصبحت غير سالكة بسبب الفيضانات، مما يعيق وصول فرق الإغاثة والمساعدات إلى المناطق المتضررة. وتواجه المنظمات الإنسانية تحديات كبيرة في توفير الغذاء والمياه النظيفة والمأوى المؤقت للمتضررين، خاصة في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة.
وإلى جانب الفيضانات، يواجه السودان أزمة إنسانية متفاقمة بسبب تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأفادت الأمم المتحدة أن الاشتباكات المسلحة قد أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين، وتسببت في نزوح الآلاف من ديارهم. وأعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ إزاء استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، ودعت جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.
"إن الوضع في السودان كارثي بكل المقاييس، فالفيضانات والقتال يجعلان حياة الملايين من المدنيين أكثر صعوبة، ونحن بحاجة إلى استجابة دولية عاجلة وواسعة النطاق لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة"،
هذا ما صرح به المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي عقده في نيويورك. وأضاف المتحدث أن الأمم المتحدة تعمل جاهدة مع شركائها لتقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى المناطق المتضررة وانعدام الأمن.
ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي والفني اللازم للسودان لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. وحثت المنظمة الدولية الدول المانحة على زيادة مساهماتها في خطة الاستجابة الإنسانية للسودان، والتي لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل. كما دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في السودان إلى وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، من أجل إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.