اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية قد تصيب الأشخاص بعد تعرضهم لحدث صادم أو تجربة مروعة، مثل الحروب أو الكوارث أو الحوادث أو الاعتداءات، ويؤثر هذا الاضطراب بشكل كبير على الحالة النفسية والعاطفية للمصاب، حيث تتكرر لديه الذكريات المؤلمة، ويعاني من مشاعر القلق والخوف، وقد ينعزل عن محيطه الاجتماعي، ويُعد اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وخطة علاج متكاملة، إذ أن تجاهله قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على جودة الحياة والعلاقات الشخصية والمهنية.
علامات اضطراب ما بعد الصدمة
تتعدد الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، وتختلف من شخص إلى آخر حسب شدة الحدث الصادم وطبيعة الاستجابة النفسية له
-
استرجاع مستمر ومؤلم للحدث الصادم في الذاكرة
-
كوابيس متكررة وأرق شديد أثناء الليل
-
تجنب الأماكن أو الأشخاص المرتبطين بالحادثة
-
فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية المعتادة
-
الشعور بالغضب أو الذنب أو الخوف بشكل دائم
أسباب الإصابة باضطراب PTSD
تعود الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة إلى عوامل متعددة متعلقة بالتجربة التي مر بها الشخص وطبيعة شخصيته ومحيطه
-
التعرض لحوادث مؤلمة مثل الحروب أو الكوارث
-
مشاهدة مشهد عنيف أو فقدان شخص مقرب بطريقة مأساوية
-
التعرض لاعتداء جسدي أو نفسي أو جنسي
-
الطفولة القاسية التي تتضمن الإهمال أو العنف المنزلي
-
ضعف في نظام الدعم الاجتماعي وقلة التوجيه النفسي
أنواع اضطراب ما بعد الصدمة
ينقسم اضطراب PTSD إلى عدة أنواع حسب توقيت الأعراض وشدتها واستمرارها
-
النوع الحاد: تظهر فيه الأعراض بعد فترة قصيرة من الحدث
-
النوع المزمن: تستمر فيه الأعراض لفترة تتجاوز الثلاثة أشهر
-
النوع المؤجل: لا تظهر فيه الأعراض إلا بعد فترة طويلة من الحدث
-
النوع المركب: يتضمن عدة صدمات متكررة ومستمرة
كيفية تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة
يتطلب تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة تقييمًا نفسيًا شاملاً يراعي كل الجوانب الشخصية والتاريخ المرضي
-
مراجعة التاريخ الطبي والنفسي للمصاب
-
إجراء مقابلات نفسية متعمقة وتحليل السلوك العام
-
استخدام أدوات التقييم المعتمدة مثل الاستبيانات والمقاييس النفسية
-
التأكد من استمرار الأعراض لأكثر من شهر وتأثيرها على الحياة اليومية
-
استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة
استراتيجيات علاج اضطراب ما بعد الصدمة
علاج اضطراب PTSD يجب أن يكون شاملاً ومتدرجًا ويُنفذ بإشراف متخصصين في الصحة النفسية
-
العلاج السلوكي المعرفي لتغيير أنماط التفكير السلبية
-
العلاج بالتعرض التدريجي لمواجهة الذكريات الصادمة
-
استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق حسب الحاجة
-
جلسات الدعم الجماعي مع أشخاص مروا بتجارب مماثلة
-
ممارسة تمارين التنفس والتأمل لتحسين التوازن النفسي
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ليس ضعفًا في الشخصية بل هو استجابة طبيعية لحدث غير طبيعي، ومع التشخيص السليم والدعم المناسب يمكن للمصابين التعافي تدريجيًا واستعادة حياتهم، لذا يجب نشر الوعي حول هذا الاضطراب وتقديم المساندة النفسية لمن يحتاجها، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية وهي أساس الاستقرار والنجاح في مختلف جوانب الحياة.