يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من الاضطرابات العصبية الشائعة بين الأطفال والمراهقين، وقد يستمر تأثيره حتى مرحلة البلوغ، ويؤثر هذا الاضطراب بشكل مباشر على قدرة الفرد في التركيز، وضبط السلوك، وتنظيم المهام اليومية، مما يؤدي إلى صعوبات أكاديمية واجتماعية وسلوكية، وتتعدد أسبابه ما بين عوامل وراثية وبيئية، كما أن طرق التعامل معه تختلف تبعًا لحدة الأعراض، في هذا المقال نناقش تفاصيل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأهم علاماته، وطرق تشخيصه وعلاجه، وكيف يمكن للأهل والمجتمع دعم المصابين به وتحسين جودة حياتهم.
أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يتميز اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعدة أعراض تؤثر على الأداء اليومي والسلوك العام، وتتنوع هذه الأعراض حسب نوع الاضطراب
-
صعوبة في التركيز والانتباه لفترات طويلة
-
التشتت السريع بسبب المحفزات الخارجية
-
فرط في النشاط الحركي دون هدف واضح
-
اندفاعية وعدم التروي في اتخاذ القرارات
-
صعوبة في اتباع التعليمات أو إنجاز المهام
أسباب الإصابة باضطراب ADHD
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويُعتقد أنها مزيج من عوامل بيولوجية وبيئية
-
عوامل وراثية وانتقال الجينات من أحد الوالدين
-
نقص في بعض المواد الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين
-
التعرض للمواد السامة مثل الرصاص أثناء الطفولة
-
التدخين أو تعاطي الكحول خلال الحمل
-
الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة
أنواع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
ينقسم اضطراب ADHD إلى ثلاثة أنواع رئيسية تختلف حسب نمط الأعراض التي تظهر على المصاب
-
النوع الأول: نقص الانتباه مع قلة النشاط الحركي
-
النوع الثاني: فرط النشاط والاندفاع دون مشكلات كبيرة في التركيز
-
النوع الثالث: مزيج من النوعين الأول والثاني معًا
كيفية تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
التشخيص الدقيق لهذا الاضطراب يتطلب عدة خطوات وأساليب تقييم منهجية، حيث لا يوجد اختبار واحد يكفي لتأكيد الإصابة
-
إجراء مقابلة سريرية شاملة مع الطفل وولي الأمر
-
استخدام استبيانات التقييم السلوكي من المعلمين والأهل
-
ملاحظة سلوك الطفل في أكثر من بيئة مثل البيت والمدرسة
-
تقييم القدرات الإدراكية والمعرفية عبر اختبارات نفسية
-
استبعاد أي حالات طبية أو نفسية أخرى تسبب أعراضًا مشابهة
طرق العلاج والتعامل مع اضطراب ADHD
يتطلب علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه خطة متكاملة تشمل عدة عناصر متوازنة
-
استخدام الأدوية المنشطة التي تساعد على تحسين التركيز
-
العلاج السلوكي لتعديل أنماط التصرف وتحفيز السلوك الإيجابي
-
الدعم الأسري والتوجيه المستمر من قبل الأهل
-
التواصل مع المدرسة ووضع خطة تعليمية فردية للطالب
-
التدريب على المهارات الاجتماعية والإدارة الذاتية
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) ليس عائقًا أمام النجاح، بل يمكن التعامل معه بفعالية من خلال الوعي والمعرفة والدعم المناسب، فالفرد المصاب قادر على التميز والإبداع إذا توفرت له البيئة المناسبة والدعم المطلوب، لذا يجب على المجتمع تعزيز الفهم الصحيح لهذا الاضطراب، وتوفير الوسائل التي تساعد المصابين على تخطي التحديات وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.