أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا يوجد مانع شرعي من تدريب الطفلة على الإنشاد الديني، وذلك ضمن ضوابط محددة تضمن الالتزام بالقيم والأخلاق الإسلامية. وأوضح أن هذا التدريب يجب أن يكون في إطار مدح النبي محمد ﷺ، وذكر الله، والتأكيد على مكارم الأخلاق، مع تجنب أي ممارسات قد تعتبر غير لائقة، مثل الخضوع بالقول أو الميوعة في الأداء. تأتي هذه التصريحات ردًا على استفسارات حول مدى جواز تدريب الأطفال، وخاصة الفتيات، على الإنشاد الديني، وسط تباين الآراء حول هذه المسألة.
جاءت تصريحات الدكتور فخر خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس. حيث تلقت الدار استفسارًا من سيدة تسأل عن رغبتها في تدريب ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات على الإنشاد الديني، مشيرة إلى أنها سمعت آراء مختلفة بين من يرى ذلك جائزًا وآخرين يرونه حرامًا. وأكد الدكتور فخر أن الإنشاد الديني في ذاته ليس محرمًا، بل هو وسيلة مقبولة شرعًا للتعبير عن القيم والمبادئ الإسلامية، طالما كان خاليًا من مظاهر التحلل أو التكسر في الأداء الصوتي.
وشدد أمين الفتوى على أن الشرع لا يُحرِّم صوت المرأة، وإنما يُحرّم الخضوع بالقول أي الأداء المصحوب باللين المبالغ فيه الذي يُثير الفتنة، مستشهدًا بقوله تعالى: "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ" وأوضح أن هذا المفهوم يجب أن يكون واضحًا عند التعامل مع أصوات الأطفال في الإنشاد، مع الحرص على توجيههم نحو الأداء المحتشم والوقور.
وأكد الدكتور فخر أن تدريب الأطفال، وخاصة الفتيات، على الإنشاد الديني لا مانع فيه شرعًا إذا تم ذلك في بيئة آمنة وتربوية، وتحت إشراف تربوي وأخلاقي، بما يتوافق مع سن الطفلة ومضمون ما تُقدمه. وأضاف: "يجب التشديد على أن حفظ القرآن الكريم يجب أن يكون أولوية قبل أي نشاط إنشادي". وأشار إلى أن حفظ القرآن الكريم هو الأساس الذي ينبغي أن تبنى عليه جميع الأنشطة الدينية الأخرى، بما في ذلك الإنشاد.
وفي ختام حديثه، أشار أمين الفتوى إلى أن ظهور موهبة لدى الطفلة في الإنشاد أمر محمود، ويمكن للأسرة أن تدعم هذه الموهبة، ولكن دون الإخلال بالمقدمات، وأهمها حفظ كتاب الله وتلقيه بطريقة صحيحة. وأضاف أن هناك جهات ومراكز متخصصة تُعنَى بتحفيظ القرآن وتنمية المهارات الصوتية للأطفال في إطار شرعي ومنضبط، ويمكن الاستعانة بها لتوجيه الطفلة وتنمية موهبتها بشكل سليم. وأكد أن دعم المواهب يجب أن يكون متوازنًا مع الالتزام بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة.