شارك الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، في الاحتفال الذي أقامته سفارة جمهورية جيبوتي بالقاهرة بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال جمهورية جيبوتي، وذلك نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري. وقد شهد الحفل حضور عدد من الدبلوماسيين والشخصيات العامة، حيث تم التأكيد على أهمية العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.
وفي الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، توجه الدكتور سويلم بالتحية لسفير جمهورية جيبوتي بالقاهرة، معرباً عن أصدق التهاني لحكومة وشعب جيبوتي بمناسبة هذه الذكرى الهامة. وأكد على أن هذه المناسبة تُمثل قرابة خمسة عقود من السيادة والصمود والإنجازات الوطنية لجيبوتي، مشيراً إلى أن مصر تُقدر عالياً دور جيبوتي في المنطقة.
كما أكد الدكتور سويلم على العلاقات التاريخية الراسخة والمتميزالتي تجمع مصر وجيبوتي، والتي ترسخت عبر عقود طويلة من التعاون الأخوي. وأشار إلى أن هذه العلاقات أصبحت مثالًا يُحتذى به في التعاون البناء بين الدول الشقيقة، مؤكداً على حاجة المنطقة لمثل هذا النمط من العلاقات الثنائية النموذجية في ظل التحديات الدولية والإقليمية المركبة التي تواجهها.
وأوضح وزير الري أن هذا الواقع الإقليمي والدولي يفرض على البلدين إدراك حجم التحديات التي تواجههما، من قضايا الأمن والسلم، إلى التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أن هذه التحديات تتعاظم في المنطقتين العربية والأفريقية، اللتين تجمعهما الهوية ويربطهما شريان استراتيجي حيوي هو البحر الأحمر، وما يرتبط به من تحديات أمنية واقتصادية تتطلب تعاوناً وثيقاً وتنسيقاً مستمراً.
"قضايا المياه تمثل تحديًا مشتركًا يزداد حدة بفعل تغير المناخ وندرة الموارد، وفى ضوء إعتماد مصر شبه الكامل على مياه نهر النيل، فإن مصر تؤمن بأن التعاون العابر للحدود القائم على مبادئ القانون الدولي، هو السبيل الأمثل لتحقيق استدامة الموارد المائية." هذا ما قاله الدكتور سويلم مؤكداً على أهمية التعاون في مجال المياه.
وفي ختام كلمته، نقل الدكتور سويلم تهنئة الدولة المصرية لجمهورية جيبوتي الشقيقة على انتخاب محمود علي يوسف - وزير خارجية جيبوتي السابق - رئيسًا لمفوضية الإتحاد الأفريقي. وأشار إلى أن هذا الاختيار مكسبًا كبيرًا للقارة الأفريقية بأكملها لما عرف عن سيادته من رؤية حكيمة وخبرة واسعة ساهمت بشكل كبير في تطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي. كما استعرض أبرز مجالات التعاون بين مصر وجيبوتي في مجال الموارد المائية والرى، معربًا عن تقديره لمشاركة جيبوتي في مبادرة AWARe، مؤكداً على ثقة مصر في استمرار ونمو الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
كما أشار الدكتور سويلم إلى أن الزيارة التاريخية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إلى جيبوتي في شهر أبريل ٢٠٢٥ عكست الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز هذه العلاقات في طيف واسع من القطاعات، شملت الدفاع والأمن، ومكافحة الفكر المتطرف والإعلام، والطاقة، والتجارة والاستثمار، والاتصالات، والزراعة والتعليم والتعليم العالي، والثقافة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والسياحة، وفي المجالات الشبابية والرياضية، والموارد المائية والري.
كما تعمل مصر حاليًا على وضع اللمسات النهائية على مذكرة التفاهم بين وزارة الموارد المائية والري المصرية ووزارة الطاقة والموارد الطبيعية الجيبوتية والتي ستُوفر إطارًا للتعاون في العديد من المجالات (الإدارة المتكاملة للموارد المائية ˗ التقنيات الحديثة في التحلية وتغذية الخزانات الجوفية ˗ بناء القدرات، وتبادل المعرفة، والبحوث المشتركة ˗ وغيرها من المجالات ذات الإهتمام المشترك فى قطاع المياه).