حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (نوا) من احتمال وقوع عواصف جيومغناطيسية تتراوح شدتها بين G1 و G2 في يوم 25 يونيو 2025. وأرجعت الإدارة هذا الاحتمال إلى وصول تيار من الرياح الشمسية عالية السرعة إلى المجال المغناطيسي للأرض. يمثل هذا الحدث الفلكي فرصة لرصد الشفق القطبي في المناطق ذات العروض الجغرافية العليا، مع التأكيد على أن الخطر المباشر على البشر ضئيل، إلا أن الجهات المعنية بالاتصالات الفضائية تتابع الوضع عن كثب.

 

وفقًا للجمعية الفلكية بجدة، فإن مصدر هذه الرياح الشمسية هو ثقب إكليلي واسع يقع بالقرب من خط الاستواء على سطح الشمس. تظهر هذه الثقوب الإكليلية على شكل مناطق داكنة في الهالة الشمسية، حيث تكون درجات الحرارة أقل نسبيًا وينخفض فيها تركيز البلازما. هذا الانخفاض يسمح بخروج تيارات الرياح الشمسية مباشرة إلى الفضاء بسرعات عالية، قد تتجاوز 600 كيلومتر في الثانية. تعتبر هذه الظاهرة طبيعية ومتكررة، لكنها تستدعي المراقبة الدقيقة لتقليل أي تأثيرات سلبية محتملة.

 

عند وصول هذه التيارات إلى الأرض، فإنها تصطدم بالغلاف المغناطيسي للكوكب، مما يتسبب في اضطراب يعرف باسم العاصفة الجيومغناطيسية. تتفاوت شدة هذه العواصف حسب كثافة وسرعة الجسيمات الشمسية الوافدة. تؤدي هذه العواصف إلى تحفيز تيارات كهربائية في طبقات الجو العليا، مما قد يؤثر على الأقمار الصناعية ونظم الاتصالات وأنظمة الملاحة. وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، على الرغم من أن هذا السيناريو غير مرجح في هذه الحالة.

 

على الرغم من أن العاصفة الجيومغناطيسية المتوقعة لا تشكل خطرًا مباشرًا على البشر على سطح الأرض، إلا أنها قد تؤدي إلى ظهور الشفق القطبي في المناطق الواقعة في العروض الجغرافية العليا مثل كندا والدول الاسكندنافية وشمال روسيا. الشفق القطبي هو عرض ضوئي طبيعي يظهر في سماء الليل، خاصة في المناطق القريبة من القطبين، وينتج عن تفاعل الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس مع الغلاف الجوي للأرض. يمثل هذا الحدث فرصة للمهتمين بالفلك والتصوير الفلكي لالتقاط صور مذهلة لهذه الظاهرة الطبيعية.

 

تُعرّف العاصفة الجيومغناطيسية بأنها اضطراب مؤقت في الغلاف المغناطيسي للأرض، يحدث عندما تصطدم الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس (الرياح الشمسية أو طرد الكتلة الإكليلية) بالمجال المغناطيسي الأرضي. تؤدي هذه الاصطدامات إلى تحفيز تيارات كهربائية في طبقات الجو العليا، مما يؤثر على الأقمار الصناعية ونظم الاتصالات وأنظمة الملاحة، وقد يؤدي إلى ظهور الشفق القطبي. تتابع الجهات المعنية بالملاحة الفضائية والاتصالات هذا الأمر عن كثب لاتخاذ التدابير المناسبة عند الحاجة لضمان سلامة الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات الحيوية. تشمل هذه التدابير تعديل مدارات الأقمار الصناعية مؤقتًا أو إيقاف تشغيل بعض الأنظمة الحساسة لحمايتها من التلف.