أكد مسؤول في حركة حماس الفلسطينية، اليوم الأربعاء، أن الاتصالات بين الوسطاء والحركة تكثفت في الساعات الأخيرة، بشأن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن. وفي تصريح صحفي، اتهم المسؤول إسرائيل بـ"مواصلة التلكؤ" في الاستجابة لمطالب الحركة، مما يعيق إحراز تقدم ملموس في المفاوضات. يأتي هذا التصريح في ظل جهود إقليمية ودولية مكثفة للوصول إلى تهدئة مستدامة في القطاع المحاصر، ووقف التصعيد العسكري الذي خلف آلاف الضحايا.

 

وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس حركة حماس، إن "حماس ترحب بأي جهود صادقة لوقف الحرب والتوصل إلى اتفاق". وأضاف النونو في تصريحاته:

"الحركة تريد اتفاقًا على قاعدة صفقة شاملة تحقق وقفًا دائمًا للحرب والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كامل ودون قيود، وصفقة تبادل أسرى عادلة ومنصفة".

وأكد النونو على أن الحركة متمسكة بمطالبها، وأنها لن تقبل بأي حلول جزئية أو مؤقتة لا تضمن تحقيق هذه الأهداف.

تأتي هذه التصريحات بعد أن أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في وقت سابق من اليوم، أن "الضربة الأمريكية هي التي أنهت الحرب بين إيران وإسرائيل، تماما كما فعلت الضربات الأمريكية في هيروشيما وناغازاكي"، معتقدًا "إحراز تقدم كبير في غزة بسبب هذه الضربة". وأضاف ترامب:

"هناك أخبارًا سارة ستصدر قريبًا بشأن الوضع في قطاع غزة".

كما أشار إلى أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، أبلغه بأن الاتفاق في غزة "بات قريبًا جدًا". وتثير تصريحات ترامب تساؤلات حول طبيعة التقدم الذي يشير إليه، ومدى تأثيره على مسار المفاوضات الجارية.

 

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023. وقد ارتفع عدد القتلى من أبناء غزة، منذ بدء الحرب على القطاع، إلى 55,959 قتيلا أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 131,242 آخرين. وتسببت الحرب في دمار هائل للبنية التحتية في القطاع، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان. وتواجه المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى المحتاجين، بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة الأفراد والبضائع.

 

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن لا تزال معقدة وحساسة، وأن التوصل إلى اتفاق نهائي يتطلب تقديم تنازلات من جميع الأطراف. يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت إسرائيل ستستجيب لمطالب حماس، وهل ستنجح الجهود الدولية في إقناع الطرفين بالتوصل إلى حل ينهي معاناة سكان غزة ويحقق الاستقرار في المنطقة. وتتجه الأنظار إلى الساعات القادمة، لمعرفة ما إذا كانت الاتصالات المكثفة ستثمر عن انفراجة حقيقية في الأزمة.