ودّع النادي الأهلي المصري منافسات كأس العالم للأندية 2023، المقامة في السعودية، بعد الخسارة أمام فلومينينسي البرازيلي في الدور نصف النهائي. ورغم المرارة التي خلفها الإقصاء، إلا أن هناك بعض المكاسب الفنية والإدارية التي تحققت للفريق خلال البطولة، والتي يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة. يرى محللون أن أداء بعض اللاعبين كان لافتاً، وأن البطولة كشفت عن نقاط قوة وضعف الفريق بشكل واضح، مما يتيح للجهاز الفني بقيادة مارسيل كولر فرصة لتصحيح المسار وتطوير الأداء.
تألق الصفقات الجديدة
يأتي في مقدمة الرابحين من البطولة المهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، الذي قدم أداءً جيداً في المباريات التي شارك فيها، وأظهر قدرات تهديفية واعدة. أبو علي سجل هدفاً مهماً في مباراة تحديد المركز الثالث، مما عزز من ثقة الجماهير فيه. بالإضافة إلى أبو علي، ظهر لاعب الوسط إمام عاشور بمستوى جيد، وأثبت أنه إضافة قوية لخط وسط الفريق. إمام عاشور قدم تمريرات حاسمة ولعب دوراً محورياً في بناء الهجمات. كما أظهر المدافع رامي ربيعة صلابة دفاعية، وقدم أداءً ثابتاً طوال البطولة، مما يؤكد على أهميته في خط الدفاع. رامي ربيعة اكتسب ثقة الجهاز الفني والجماهير على حد سواء.
اكتشاف مواهب شابة
من بين المكاسب الأخرى للأهلي في البطولة، ظهور بعض اللاعبين الشباب بمستوى جيد، مما يبشر بمستقبل واعد للفريق. محمد مجدي "أفشة" استعاد جزءاً كبيراً من مستواه المعهود وقدم أداءً مؤثراً في خط الوسط. كما أظهر كريم فؤاد إمكانيات جيدة في مركز الظهير الأيمن، وأثبت أنه بديل جيد لمحمد هاني. هذا بالإضافة إلى مشاركة بعض اللاعبين الصاعدين في التدريبات والمباريات الودية، مما منحهم فرصة للاحتكاك واكتساب الخبرة.
دروس مستفادة للمستقبل
على الرغم من المكاسب الفردية، إلا أن البطولة كشفت عن بعض نقاط الضعف في الفريق، والتي يجب معالجتها في الفترة المقبلة. الأهلي عانى من بعض الأخطاء الدفاعية الفردية، والتي كلفت الفريق أهدافاً حاسمة. كما ظهر الفريق بمستوى بدني متراجع في بعض فترات المباريات، مما يشير إلى ضرورة الاهتمام بالجانب البدني بشكل أكبر. مارسيل كولر أكد على ضرورة العمل على تصحيح الأخطاء والارتقاء بمستوى الفريق في جميع النواحي.
في المجمل، يمكن القول أن مشاركة الأهلي في كأس العالم للأندية كانت مفيدة، على الرغم من عدم تحقيق الهدف المنشود. البطولة منحت الفريق فرصة للاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، واكتشاف نقاط القوة والضعف، وإعداد اللاعبين للمرحلة المقبلة. الأهلي يطمح إلى العودة بقوة في النسخ القادمة من البطولة والمنافسة على المراكز الأولى. ويبقى الأمل معقوداً على الجهاز الفني واللاعبين لتحقيق ذلك.