سادت حالة من الارتياح والطمأنينة أوساط المستثمرين في أسواق المال والمعادن والطاقة حول العالم خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران. هذا الإعلان المفاجئ ساهم بشكل كبير في تهدئة حدة التوترات الجيوسياسية التي كانت تسيطر على الأسواق، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في مؤشر "الخوف" وهبوط أسعار المعادن الثمينة والطاقة.

 

استقبلت أسواق المعادن الثمينة العالمية خبر وقف إطلاق النار بخسائر حادة، حيث عزف المستثمرون عن شراء الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب. لطالما كان الذهب يعتبر ملاذاً آمناً للاستثمار في أوقات الاضطرابات والأزمات، إلا أن تراجع حدة التوترات دفع المستثمرين إلى التخلي عنه والتوجه نحو أصول أكثر مخاطرة. ونتيجة لذلك، هبطت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر في منتصف جلسة اليوم بسوق نيويورك بمقدار 83.70 دولار، أي بنسبة 2.47 في المائة، لتسجل 3311.30 دولار للأوقية.

 

وفي سوق الطاقة، شهدت أسعار العقود الآجلة للنفط أيضاً انخفاضاً ملحوظاً. فقد هبطت الأسعار بمقدار 3.05 دولار، أي بنسبة 4.45 في المائة، لتسجل مستوى 65.46 دولار للبرميل الواحد. يعكس هذا التراجع تخوف المستثمرين من تأثير التوترات الجيوسياسية على إمدادات النفط، حيث أن استقرار الأوضاع يقلل من المخاطر المحتملة على الإنتاج والتوزيع.

 

تراجع "مؤشر الخوف - vix"، الذي يعد مقياساً لتقلبات المشاعر والعواطف التي تهيمن على الأسواق، في بورصة وول ستريت الأمريكية بمقدار 1.83 نقطة، أي بنسبة 9.33 في المائة، ليصل إلى مستوى 17.93 نقطة. ويقيس "مؤشر الخوف" التوقعات بشأن تذبذب أسعار الأسهم المدرجة في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على مدى 30 يوماً مقبلة. يشير انخفاض المؤشر إلى تراجع حالة القلق والترقب التي كانت تسيطر على المستثمرين، وعودة الثقة إلى الأسواق.

 

بشكل عام، يعكس هذا الهدوء في الأسواق العالمية الأثر الإيجابي للجهود الدبلوماسية التي أدت إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ومع ذلك، يرى المحللون أن الأسواق ستظل حساسة لأي تطورات جديدة في المنطقة، وأن استمرار الاستقرار يتطلب بذل المزيد من الجهود لتعزيز الثقة وتجنب التصعيد.