أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن مصر تمتلك واحدة من أقوى برامج التطعيمات على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن هذا النجاح يعود إلى جهود الدولة المستمرة في تطوير قطاع الصحة وتحقيق التغطية الشاملة للأطفال ضد أخطر الأمراض المعدية. وأوضح أن هذه الجهود تهدف إلى حماية صحة الأجيال القادمة وتعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الرعاية الصحية الوقائية. وأضاف أن الوزارة تعمل باستمرار على تحديث وتطوير برنامج التطعيمات ليشمل أحدث اللقاحات وأكثرها فعالية، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والخبراء في مجال الصحة.
وأوضح عبدالغفار أن مصر أصبحت خالية من شلل الأطفال منذ عام 2006، نتيجة لفاعلية برامج التطعيمات المكثفة، كما خلت أيضًا من الحصبة والحصبة الألمانية لعامين متتاليين، في إنجاز طبي يعكس التزام الدولة بالمعايير الصحية العالمية. هذا الإنجاز يعتبر شهادة على نجاح الاستراتيجية الوطنية للتطعيمات، والتي تركز على الوصول إلى جميع الأطفال في جميع أنحاء البلاد، حتى في المناطق النائية والمحرومة. ويتم تحقيق ذلك من خلال شبكة واسعة من المراكز الصحية والوحدات الطبية المتنقلة، بالإضافة إلى حملات التطعيم الدورية التي تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف أن برنامج التطعيم الموسع للأطفال شمل أمراضًا خطيرة مثل الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس الوليدي، مشيرًا إلى أن مصر خرجت من قائمة الدول الموبوءة بالتيتانوس منذ عام 2007. هذا التقدم الكبير يعكس فعالية اللقاحات المستخدمة في البرنامج، وكذلك الجهود المبذولة لضمان وصولها إلى جميع الأطفال في الوقت المناسب. ويشمل البرنامج أيضًا توفير التثقيف الصحي للأمهات والعائلات حول أهمية التطعيم وفوائده، وذلك من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التوعوية التي تنفذها وزارة الصحة.
ولفت المتحدث الرسمي إلى أن مصر كانت أول دولة في إقليم شرق المتوسط تحصل على الإشهاد الدولي للسيطرة على التهاب الكبد B، مما يعكس جودة البرامج الوقائية والمنظومة الصحية الوطنية. كما أشار إلى أن برنامج التطعيم الموسع، الذي انطلق منذ عام 1984، ساهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن العديد من الأمراض المعدية، وحققت مصر واحدة من أعلى نسب التغطية عالميًا والتي تراوحت بين 95% إلى 99%.
هذه النسبة العالية من التغطية تعكس ثقة الجمهور في برنامج التطعيمات، وكذلك الجهود المبذولة لضمان توفير اللقاحات الآمنة والفعالة.وأوضح عبدالغفار أن المنظومة لا تعتمد فقط على توفير اللقاحات، بل تشمل أيضًا التطعيمات الروتينية ونظام الترصّد الوبائي الذي يغطي أكثر من 55 مرضًا وبائيًا، ويُعد من أهم أدوات الوقاية التي ساعدت في تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
"مصر تمضي بخطى ثابتة نحو الحفاظ على صحة أطفالها وأجيالها القادمة، بفضل رؤية واضحة وبرامج تطعيم قوية تتماشى مع المعايير الدولية."
وأكد أن وزارة الصحة تواصل العمل على تطوير وتحسين برنامج التطعيمات لضمان استمرار تحقيق هذه الإنجازات وحماية صحة المجتمع. وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتدريب العاملين في مجال الصحة على أحدث التقنيات والممارسات في مجال التطعيم، وذلك لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.