في تطور جديد للقضية التي هزت الرأي العام بمحافظة الشرقية، اصطحبت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، بالتنسيق مع النيابة العامة، المتهم بقتل والدته والشروع في قتل والده وشقيقته، إلى مسرح الجريمة بمنزل الأسرة بمدينة فاقوس، لإجراء المعاينة التصويرية وتمثيل الجريمة.
وجرت عملية تمثيل الجريمة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم فرض طوق أمني حول العقار الذي شهد الواقعة المأساوية، لمنع تجمهر المواطنين وضمان سير الإجراءات القانونية بدقة وسلاسة. وقد حضر فريق من النيابة العامة، يرافقه ضباط من إدارة البحث الجنائي، للإشراف على كافة تفاصيل إعادة تمثيل الواقعة وتوثيقها بالصوت والصورة كجزء أساسي من أدلة الإثبات في القضية.
تفاصيل تمثيل الجريمة
وصل المتهم إلى منزله بمدينة فاقوس وهو مكبل بالقيود الحديدية، وبدا عليه ثبات انفعالي أثار دهشة الحاضرين. وبدأ في سرد تفاصيل جريمته البشعة خطوة بخطوة أمام فريق التحقيق.
وأوضح المتهم كيف بدأ جريمته بالتوجه إلى المطبخ والاستيلاء على سلاح الجريمة (سكين)، ثم توجه مباشرة إلى غرفة والدته حيث كانت تستريح، وباغتها بعدة طعنات نافذة أودت بحياتها في الحال.
وأضاف أنه عند سماع والده وشقيقته صرخات الاستغاثة ومحاولتهما منعه، انهال عليهما طعناً هو الآخر، محدثاً بهما إصابات بالغة، قبل أن يتمكن الجيران من السيطرة عليه وإبلاغ الشرطة.
وقد قام المتهم بتمثيل كل حركة وكل خطوة بدقة، مشيراً إلى أماكن تواجد الضحايا ومكان إخفاء الأداة المستخدمة في الجريمة، وهو ما تطابق مع المعاينة الأولية لمسرح الحادث.
دوافع الجريمة واعترافات المتهم
أن خلافات أسرية متكررة كانت هي الشرارة التي أشعلت فتيل هذه الجريمة المروعة وأقر المتهم في أقواله أمام النيابة العامة بأنه كان يمر بضائقة نفسية ومالية، وكثيراً ما كان يدخل في مشادات كلامية مع أسرته بسبب مطالبته المستمرة بالمال ورفضه البحث عن عمل جاد.
وفي يوم الواقعة، تجدد الخلاف وتطور إلى مشادة حادة مع والدته، فقد على إثرها السيطرة على أعصابه وارتكب جريمته. وقد أدلى باعترافاته قائلاً:"كنت أعاني من ضغوط مستمرة وخلافات دائمة معهم، وفي يوم الواقعة فقدت السيطرة على أعصابي ولم أعد أدرك ما أفعل. لم أكن أنوي قتلهم، لكن الأمور خرجت عن السيطرة تماماً بعد أن رفضوا إعطائي المال مجدداً."
وقد وثقت النيابة هذه الاعترافات تمهيداً لإرفاقها بملف القضية، حيث تعتبر عنصراً محورياً في توجيه الاتهام رسمياً للمتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في القتل.
الإجراءات القانونية ومصير المصابين
عقب انتهاء المعاينة التصويرية، قررت النيابة العامة استمرار حبس المتهم لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، مع عرضه على مصلحة الطب الشرعي لأخذ عينة دماء لتحليلها وبيان ما إذا كان تحت تأثير أي مواد مخدرة وقت ارتكاب الجريمة.
كما أمرت النيابة بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثة الأم المتوفاة وإعداد تقرير مفصل حول أسباب الوفاة. وفيما يتعلق بالأب والشقيقة، فقد تم نقلهما إلى مستشفى فاقوس المركزي في حالة حرجة، ولا يزالان يتلقيان الرعاية الطبية اللازمة تحت الملاحظة الدقيقة، حيث استقرت حالة الأب نسبياً بينما لا تزال حالة الشقيقة غير مستقرة نظراً لعمق الإصابات التي لحقت بها.
صدمة في المجتمع المحلي
خلفت الحادثة حالة من الصدمة والذهول في مدينة فاقوس وبين أهالي المنطقة الذين عرفوا الأسرة بالهدوء وحسن السيرة. وعبر عدد من الجيران عن صدمتهم البالغة، مؤكدين أنهم لم يلاحظوا أي بوادر عنف أو خلافات حادة تصل إلى هذا الحد المأساوي.
وأشاروا إلى أن المتهم كان يبدو شاباً عادياً، وإن كان انطوائياً في بعض الأحيان، لكن لم يتوقع أحد أن يكون قادراً على ارتكاب مثل هذه الفاجعة بحق أقرب الناس إليه.
ولا تزال أصداء الجريمة تتردد في الشارع المحلي، وسط دعوات لتعزيز الوعي الأسري وتقديم الدعم النفسي للشباب الذين يمرون بضغوط قد تدفعهم إلى ارتكاب أفعال لا يمكن تداركها.