استأنفت أجهزة وزارة البيئة بالبحر الأحمر، اليوم الإثنين، برنامج رصد أسماك القرش في مياه البحر الأحمر، وذلك في إطار جهود الوزارة المستمرة للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وحماية البيئة البحرية.

 

يهدف البرنامج إلى جمع بيانات دقيقة حول حركة وأنماط حياة أسماك القرش، مما يساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارة وحماية هذه الكائنات الهامة.

 

يشارك في هذا البرنامج فريق مصري متخصص يضم خبراء من وزارة البيئة وجمعية المحافظة على البيئة البحرية (هيبكا) وغرفة الغوص والأنشطة البحرية، بالتعاون مع مشروع «الغردقة الخضراء» التابع للوزارة، وبمشاركة خبير فرنسي متخصص في تركيب أجهزة رصد وتتبع أسماك القرش عبر الأقمار الصناعية.

 

يركز البرنامج بشكل خاص على تركيب أجهزة تتبع متطورة على أنواع معينة من أسماك القرش، بهدف رصد وتتبع مسارات هذه الكائنات البحرية بشكل دقيق.

 

هذه الأجهزة، التي تعتمد على تقنية الأقمار الصناعية، تتيح للباحثين الحصول على معلومات قيمة حول تحركات القرش، وعاداته الغذائية، ومناطق تكاثره، مما يساعد في فهم أفضل لدورها في النظام البيئي البحري. تعتبر هذه البيانات حيوية لتطوير استراتيجيات فعالة لحماية أسماك القرش والحفاظ على التوازن البيئي في البحر الأحمر.

 

أكدت وزارة البيئة أن البحر الأحمر يضم نحو 29 نوعًا من أسماك القرش، وهي أسماك غضروفية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق التوازن البيئي. تمثل هذه الأنواع قيمة اقتصادية وسياحية كبيرة، حيث تعتبر من عوامل الجذب الرئيسية للسياحة البيئية في المنطقة.

 

وأشارت الوزارة إلى أهمية الحفاظ على هذه الكائنات البحرية، ليس فقط من الناحية البيئية، بل أيضًا من الناحية الاقتصادية، من خلال ضمان استدامة السياحة البيئية المرتبطة بها. إن الحفاظ على أسماك القرش يساهم في الحفاظ على صحة النظام البيئي البحري بشكل عام، وبالتالي يدعم القطاعات الاقتصادية التي تعتمد عليه.

 

تأتي الاستعانة بالخبير الفرنسي المتخصص في هذا المجال بهدف تدريب فريق وطني مصري على آلية تنفيذ مثل هذه البرامج مستقبلًا.

 

تهدف الوزارة إلى بناء قدرات وطنية قادرة على إدارة وتنفيذ برامج رصد وتتبع أسماك القرش بشكل مستقل ومستدام. من خلال نقل الخبرات والمعرفة من الخبير الفرنسي إلى الفريق المصري، تسعى الوزارة إلى ضمان استدامة جهود الرصد والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري على المدى الطويل. يمثل هذا التدريب خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال رصد وحماية أسماك القرش في البحر الأحمر.

 

تؤكد وزارة البيئة على التزامها المستمر بتعزيز جهود الحفاظ على البيئة البحرية وحماية التنوع البيولوجي في البحر الأحمر.

 

يأتي برنامج رصد أسماك القرش كجزء من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، من خلال الموازنة بين الأنشطة الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

 

وتهيب الوزارة بجميع الجهات المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، إلى التعاون والمشاركة في هذه الجهود، من أجل ضمان مستقبل مستدام للبحر الأحمر وثرواته الطبيعية.