لليوم الثاني على التوالي من أيام عيد الأضحى المبارك، تواصل وزارة الأوقاف المصرية عمليات ذبح أضاحي مشروع "صكوك الأضاحي والإطعام" لعام 1445هـ / 2024م، وذلك في مجازرها المعتمدة وبإشراف بيطري وطبي كامل.
وتأتي هذه الجهود المكثفة في إطار حرص الوزارة على تنفيذ شعيرة الأضحية نيابة عن المشاركين في المشروع، مع ضمان وصول اللحوم إلى مستحقيها من الأسر الأولى بالرعاية في مختلف محافظات الجمهورية بأعلى معايير الجودة والسلامة.
وقد شهد اليوم الثاني من أيام التشريق تكثيفًا للعمليات لتلبية حجم الصكوك الكبير الذي يعكس ثقة المواطنين المتزايدة في المشروع الذي يجمع بين أداء الشعيرة وتحقيق التكافل الاجتماعي.
إجراءات صارمة لضمان سلامة الأضاحي وجودة اللحوم
تولي وزارة الأوقاف أهمية قصوى للجانب الصحي والشرعي في آن واحد، حيث تتم كافة عمليات الذبح داخل مجازر حديثة ومعتمدة من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
ويشرف على العملية فريق متكامل من الأطباء البيطريين المتخصصين، الذين يقومون بإجراء الكشف البيطري المزدوج (قبل الذبح وبعده).
يتم فحص الأضاحي ظاهريًا قبل عملية الذبح للتأكد من خلوها من أي أمراض أو عيوب قد تمنعها شرعًا وصحيًا. وبعد الذبح، تخضع الذبائح لفحص دقيق آخر للتأكد من سلامة اللحوم وصلاحيتها التامة للاستهلاك الآدمي، ليتم بعدها ختمها بالأختام الرسمية المعتمدة، وهو ما يضمن تقديم منتج آمن وصحي للمستفيدين.
آلية عمل متكاملة للتوزيع على نطاق واسع
عقب انتهاء عمليات الذبح والفحص، تبدأ مرحلة لوجستية لا تقل أهمية، حيث يتم تقطيع اللحوم وتعبئتها وتغليفها وفقًا لأعلى معايير الجودة والنظافة، وبأوزان موحدة لكل عبوة. ثم يتم حفظها في ثلاجات ضخمة للحفاظ على برودتها وجودتها، قبل أن يتم تحميلها على سيارات مبردة مجهزة خصيصًا لنقلها إلى مديريات الأوقاف المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وتتولى كل مديرية، بالتنسيق الكامل مع وزارة التضامن الاجتماعي والمحافظات، عملية التوزيع على الأسر المستحقة وفق قواعد بيانات دقيقة، لضمان وصول لحوم الأضاحي إلى أكبر عدد ممكن من الفئات الأكثر احتياجًا في القرى والنجوع والمناطق النائية.
وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول بوزارة الأوقاف أن "النجاح المستمر لمشروع صكوك الأضاحي يعكس ثقة المواطنين الكبيرة في مؤسسات الدولة وقدرتها على إدارة هذا الملف الهام بكفاءة وشفافية مطلقة. نحن ملتزمون بتنفيذ كل مرحلة من مراحل المشروع، بدءًا من اختيار أفضل الأضاحي وصولًا إلى توزيعها على المستحقين، بأقصى درجات الدقة والأمانة. ونشكر كل من ساهم في هذا العمل الخيري، الذي يرسم البسمة على وجوه آلاف الأسر خلال أيام العيد المباركة".
ويُعد مشروع صكوك الأضاحي الذي تتبناه وزارة الأوقاف نموذجًا رائدًا يجمع بين تحقيق الشعيرة الدينية على وجهها الأكمل، وبين تحقيق أسمى معاني التكافل الاجتماعي.
ومن المقرر أن تستمر عمليات الذبح والتوزيع طوال أيام التشريق، لتغطية جميع الصكوك التي تم شراؤها من قبل المواطنين داخل مصر وخارجها، في منظومة عمل متكاملة تهدف إلى تعظيم الاستفادة من لحوم الأضاحي وإدخال الفرحة والسرور على قلوب المصريين في كل مكان.