مع انتهاء مناسك الحج لهذا العام 1445هـ، وبدء مرحلة تفويج ضيوف الرحمن عائدين إلى أوطانهم، أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني والجهات المعنية في المملكة العربية السعودية مجموعة من التعليمات والتنبيهات الهامة المتعلقة بأمتعة الحجاج المغادرين عبر المطارات.

 

تهدف هذه الإجراءات التنظيمية إلى ضمان انسيابية الحركة في المطارات، والحفاظ على سلامة الركاب والطائرات، وتسهيل إجراءات السفر لملايين الحجاج. وتأتي هذه الضوابط في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام حتى مغادرتهم بسلام وأمان، بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضتهم.

 

ضوابط خاصة بماء زمزم.. الكمية المسموحة وآلية الشحن

يُعد ماء زمزم من أثمن الهدايا التي يحرص الحجاج على حملها معهم، ولذلك وضعت السلطات آلية محددة لنقله. فقد أكدت التعليمات أن الكمية المسموح بها لكل حاج مغادر هي عبوة واحدة فقط من مشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم، بسعة 5 لترات.

 

ويجب أن تكون هذه العبوة هي المخصصة للشحن الجوي، والتي يتم شراؤها من نقاط البيع الرسمية المعتمدة، حيث تكون مغلفة بإحكام لمنع التسرب والأهم من ذلك، شددت السلطات على أنه يُمنع منعًا باتًا وضع عبوات زمزم داخل الأمتعة المشحونة، حيث يتم شحنها بشكل منفصل وفقًا لترتيبات خاصة مع شركات الطيران.

 

ويهدف هذا الإجراء إلى حماية أمتعة الركاب الآخرين من التلف في حال حدوث تسرب، وضمان سلامة هياكل الطائرات وأنظمة الشحن.

 

قائمة المحظورات والأوزان الزائدة.. نصائح لتجنب التأخير

إلى جانب الضوابط الخاصة بماء زمزم، نبهت السلطات الحجاج إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة الدولية للطيران فيما يخص المواد المحظورة. تشمل القائمة السوائل التي تزيد عن 100 مل في الحقائب المحمولة يدويًا، والمواد القابلة للاشتعال، والأدوات الحادة، والأسلحة بجميع أنواعها، وأي مواد أخرى قد تشكل خطرًا على سلامة الطيران.

 

كما تم التشديد على قضية الأوزان الزائدة للأمتعة، والتي تعد من أبرز أسباب تأخير الركاب عند كاونترات تسجيل الدخول. يُنصح الحجاج بالتأكد من الوزن المسموح به على تذاكرهم قبل التوجه إلى المطار، وتجنب شراء كميات كبيرة من الهدايا التي قد تتجاوز الحد المسموح به، مما يضطرهم إلى دفع رسوم باهظة أو التخلي عن بعض مقتنياتهم.

 

وفي هذا السياق، صرح مصدر مسؤول في هيئة الطيران المدني قائلًا: "إن هذه الإجراءات ليست قيودًا بقدر ما هي تنظيمات ضرورية لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن. إن التزام الحجاج بهذه التعليمات يساهم بشكل مباشر في تسريع إجراءاتهم وتقليل أوقات الانتظار في المطارات التي تشهد كثافة تشغيلية عالية خلال هذه الفترة. سلامة الحاج هي أولويتنا القصوى من لحظة وصوله وحتى مغادرته سالمًا غانمًا إلى بلاده".

 

ختامًا، تدعو كافة الجهات العاملة في خدمة الحجاج ضيوف الرحمن إلى التعاون التام والالتزام بالتعليمات الصادرة لتسهيل رحلة عودتهم. وينصح الخبراء بالتخطيط المسبق لعملية حزم الأمتعة، والتحقق من قائمة المحظورات لدى شركة الطيران الناقلة، والوصول إلى المطار قبل موعد الرحلة بوقت كافٍ لإتمام كافة الإجراءات بسلاسة ويسر.

 

إن اتباع هذه الإرشادات البسيطة يضمن للحاج تجربة سفر مريحة وخالية من المتاعب، لتكون نهاية رحلته الإيمانية مسكًا، محملاً بالذكريات الروحانية والهدايا المباركة ضمن الأطر النظامية، سائلين الله أن يتقبل من الجميع حجهم وسعيهم.