أعلنت شركة ميرسك الدنماركية، عملاق شحن الحاويات، اليوم الجمعة، عن تعليق مؤقت لرسو سفنها في ميناء حيفا بإسرائيل. يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. وأكدت الشركة في بيان مقتضب أن هذا التعليق إجراء احترازي مؤقت، ولا يشمل أي تعديلات أخرى على عملياتها المجدولة في المنطقة. وأشارت ميرسك إلى أنها تراقب الوضع عن كثب وستعيد تقييم القرار في ضوء التطورات المستقبلية.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب تقارير عن هجمات جوية إسرائيلية على أهداف داخل إيران، والتي بدأت يوم الجمعة الماضي. تزعم إسرائيل أن هذه الهجمات تهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وقد ردت إيران بشن ضربات مضادة على إسرائيل، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وتعتبر ميرسك من بين أكبر شركات الشحن في العالم، ويعتبر قرارها بتعليق العمليات في ميناء حيفا مؤشرًا على القلق المتزايد بشأن الاستقرار الإقليمي وتأثيره على التجارة العالمية.
على الرغم من هذا التطور، أعلنت ميرسك مؤخرًا عن نتائج مالية قوية. ارتفعت أرباح الشركة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 70% على أساس سنوي، لتصل إلى 2.71 مليار دولار في الربع الأول من العام. وقد تجاوز هذا الرقم توقعات المحللين التي كانت تبلغ 2.41 مليار دولار. تعزو الشركة هذا الأداء القوي إلى استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن. ومع ذلك، أبقت ميرسك على توقعاتها للأرباح للعام بأكمله ثابتة، مشيرة إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف المشهد الجيوسياسي والاقتصادي العالمي.
في تصريحات سابقة، أشار الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك، فينسنت كليرك، إلى انخفاض حاد في حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة خلال شهر أبريل الماضي، حيث تراوحت النسبة بين 30 و40%. وأرجع كليرك هذا التراجع إلى زيادة الرسوم الجمركية.
"تمكنا من إعادة توزيعها على مناطق أخرى لا يزال الطلب فيها قويًا"
، صرح كليرك، مؤكدًا قدرة الشركة على التكيف مع التغيرات في السوق العالمية. وتستفيد ميرسك والشركات المنافسة لها أيضًا من طول فترة الإبحار وارتفاع أسعار الشحن الناجمة عن تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا، وذلك بسبب استمرار هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ميرسك توسعًا في أنشطتها في مناطق أخرى. فقد شهد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، مؤخرًا توقيع عقد تعاون مع شركة ميرسك للتدريب. كما اجتمع رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بوفد من شركة ميرسك لبحث إنتاج وتداول الوقود الأخضر. وتعكس هذه المبادرات استراتيجية ميرسك طويلة الأجل لتنويع مصادر الدخل والاستثمار في حلول مستدامة. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأوضاع في الشرق الأوسط وتأثيرها على عمليات ميرسك وقراراتها المستقبلية.