تُعد السكتة الدماغية من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب تدخلاً عاجلًا للحفاظ على حياة المصاب وتقليل الأضرار المحتملة، حيث تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى موت الخلايا في المنطقة المصابة، وتعتبر السكتة الدماغية من الأسباب الرئيسية للإعاقة أو الوفاة حول العالم، وتُصيب مختلف الفئات العمرية، إلا أنها أكثر شيوعًا بين كبار السن، وتكمن خطورتها في سرعة تأثيرها على الوظائف العصبية، مما يجعل الكشف المبكر والتصرف السريع أمرًا حاسمًا في علاجها وتقليل آثارها
أنواع السكتة الدماغية
تنقسم السكتة الدماغية إلى نوعين رئيسيين حسب السبب المؤدي لها، وهما:
-
السكتة الدماغية الإقفارية، وتحدث بسبب انسداد الشريان المغذي للدماغ
-
السكتة الدماغية النزيفية، وتحدث نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية داخل الدماغ
-
هناك نوع ثالث يُعرف بـالنوبة الإقفارية العابرة (TIA) وهي نوبة مؤقتة ولا تترك أثرًا دائمًا
-
كل نوع يتطلب تدخلًا علاجيًا مختلفًا
-
التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى في اختيار العلاج المناسب
الأسباب والعوامل المؤدية للسكتة الدماغية
هناك عدة عوامل ترفع من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ومن أبرزها:
-
ارتفاع ضغط الدم المزمن
-
داء السكري الغير مضبوط
-
ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم
-
التدخين واستخدام المواد المخدرة
-
السمنة وقلة النشاط البدني
أعراض السكتة الدماغية التي لا يجب تجاهلها
قد تظهر أعراض السكتة الدماغية بشكل مفاجئ، ويجب الانتباه فورًا عند ملاحظة ما يلي:
-
ضعف أو خدر في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم
-
صعوبة في التحدث أو فهم الكلام
-
اضطراب مفاجئ في الرؤية أو ازدواجية
-
فقدان التوازن أو تنميل في الأطراف
-
صداع حاد ومفاجئ بدون سبب واضح
تشخيص السكتة الدماغية
يتم تشخيص السكتة الدماغية من خلال سلسلة من الفحوصات الدقيقة، منها:
-
فحص سريري لتقييم الحالة العصبية
-
تصوير مقطعي محوسب (CT) للكشف عن النزيف أو الانسداد
-
تصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد موقع التلف في الدماغ
-
اختبارات دم لقياس سيولة الدم ومستويات السكر
-
تخطيط القلب لقياس انتظام ضرباته والكشف عن الجلطات المحتملة
خطوات علاج السكتة الدماغية
يعتمد علاج السكتة الدماغية على نوعها ومدى تلف الدماغ، وتشمل الخطوات التالية:
-
إعطاء أدوية مذيبة للجلطات خلال الساعات الأولى من الإصابة
-
السيطرة على ضغط الدم وسكر الدم
-
في حالات النزيف قد يتطلب التدخل الجراحي
-
برنامج تأهيلي يشمل العلاج الطبيعي والنفسي
-
الوقاية من تكرار السكتة من خلال تغيير نمط الحياة
طرق الوقاية من السكتة الدماغية
يمكن تقليل خطر الإصابة بالسكتة من خلال الالتزام بعادات صحية تشمل:
-
مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم
-
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام
-
الإقلاع عن التدخين وتقليل تناول الكحول
-
إجراء فحوصات دورية وخاصة لمن لديهم تاريخ عائلي
أهمية التوعية والدعم بعد الإصابة
الوعي بالسكتة الدماغية لا يقتصر على المرضى فقط، بل يمتد إلى المجتمع كاملًا:
-
دعم المريض نفسيًا خلال فترة التعافي
-
توفير جلسات تأهيل لإعادة الحركة والكلام
-
توعية أفراد الأسرة بكيفية التصرف في حال تكرار النوبة
-
تعزيز المبادرات المجتمعية لنشر ثقافة الإسعاف السريع
-
إشراك المرضى في برامج دعم متخصصة لتحسين نوعية الحياة
السكتة الدماغية مرض خطير لكنه قابل للعلاج والتعافي إذا تم التعامل معه في الوقت المناسب، ويبقى التعرف على الأعراض والاستجابة السريعة من الأمور الحاسمة التي تنقذ حياة المصاب، لذلك فإن نشر الوعي وتعزيز أنماط الحياة الصحية يُعدان من أهم سبل الوقاية والحد من آثار السكتات الدماغية على الأفراد والمجتمع