أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أمن إسرائيل يمثل "مسألة استراتيجية" بالنسبة لفرنسا، وذلك في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

 

جاءت تصريحات ماكرون في الوقت الذي تبادلت فيه طهران وتل أبيب اتهامات بشن هجمات متبادلة، مما يثير مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع.

 

وأضاف ماكرون أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تكون قادرة على مواصلة أنشطتها لضمان عدم قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بشكل غير قانوني.

 

ودعا ماكرون إيران إلى إظهار استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات، مشدداً على ضرورة إعطاء الأولوية المطلقة للعودة إلى المفاوضات مع إيران.

 

تأتي هذه الدعوة في ظل تعثر المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية، والتي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وتتهم فرنسا إيران بتقويض جهود إحياء الاتفاق من خلال مطالبها المتزايدة وتصعيد أنشطتها النووية.

 

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أنها جهزت القوات المسلحة بكل احتياجاتها للقتال لعدة سنوات، وذلك وفقاً لما نقلته وكالة فارس للأنباء.

 

وأضافت الوزارة أن "كل منشآتنا تواصل عملها بقوة رغم الهجمات المتواصلة على صناعاتنا العسكرية".

 

يأتي هذا الإعلان في أعقاب تقارير عن هجمات استهدفت مواقع عسكرية وصناعية إيرانية، والتي تتهم طهران إسرائيل بالوقوف وراءها.

 

كما زعمت وكالة الأنباء الإيرانية أن طهران استهدفت في هجوم صاروخي على بئر السبع مركز جاف يام نيجيف التكنولوجي، مشيرة إلى أن المركز المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة. في المقابل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يجري تحقيقا بشأن سقوط صاروخ إيراني على مدينة بئر السبع فجر اليوم الجمعة دون اعتراضه، مما خلف عشرات الإصابات.

 

وأقر جيش الاحتلال بأن الصاروخ الإيراني سقط مباشرة في بئر السبع ولم يتم اعتراضه، في حين نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر قوله إن الصاروخ كان يحمل رأسا متفجرا وزنه أكثر من 300 كيلوجرام.

 

تثير هذه التطورات مخاوف جدية من تصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل، وتزيد من الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك نحو احتواء الأزمة.

 

ويُنظر إلى تصريحات ماكرون على أنها محاولة لتهدئة التوترات والتأكيد على التزام فرنسا بأمن إسرائيل، مع الحفاظ على مسار دبلوماسي لحل الخلافات النووية مع إيران. يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه الجهود ستنجح في منع انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع نطاقاً.