تعد الملاريا من أبرز الأمراض المعدية التي ما تزال تهدد حياة الملايين حول العالم، خاصة في المناطق المدارية وشبه المدارية، وهي مرض طفيلي ينقله نوع معين من البعوض ويؤثر مباشرة على كريات الدم الحمراء، وتعتبر إفريقيا وجنوب آسيا من أكثر المناطق التي ينتشر فيها المرض بشكل واسع، وعلى الرغم من التقدم الطبي فإن السيطرة على الملاريا لا تزال تتطلب جهودًا مكثفة من الهيئات الصحية والحكومات والمنظمات الدولية، ويكمن خطر الملاريا في سرعة انتشارها وشدة مضاعفاتها، وفي هذا المقال نسلط الضوء على أسباب الإصابة بالملاريا وأعراضها وطرق الوقاية والعلاج المعتمد
ما هي الملاريا وكيف تحدث الإصابة؟
الملاريا مرض طفيلي ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات بعوضة الأنوفيلة
ويحدث المرض نتيجة لدخول طفيليات البلازموديوم إلى مجرى الدم
ومن أبرز أسباب الإصابة:
-
لدغة بعوضة مصابة بطفيلي الملاريا
-
السفر إلى مناطق موبوءة دون وقاية كافية
-
نقل دم ملوث من شخص مصاب
-
استخدام أدوات طبية غير معقمة في بعض الحالات النادرة
أعراض الملاريا التي يجب الانتباه لها
تظهر أعراض الملاريا عادة بعد مرور 10 إلى 15 يومًا من التعرض للعدوى
وتشمل الأعراض:
-
ارتفاع درجة الحرارة مع تعرق شديد
-
قشعريرة قد تتكرر على فترات
-
صداع مزمن وألم في العضلات
-
قيء أو غثيان واضطراب في المعدة
-
إرهاق عام وصعوبة في التركيز
-
في بعض الحالات، قد تؤدي إلى فقر الدم أو الفشل الكلوي
طرق الوقاية من الملاريا في المناطق المعرضة
للحد من خطر الإصابة بالملاريا، تنصح الهيئات الصحية باتباع عدد من الإجراءات الوقائية
وأهمها:
-
استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات عند النوم
-
ارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل خاصة في الليل
-
وضع طارد الحشرات على الجلد المكشوف
-
تجنب التواجد في أماكن بها مياه راكدة أو برك
-
تناول أدوية وقائية موصوفة قبل السفر إلى مناطق موبوءة
كيف يتم تشخيص الملاريا بشكل دقيق؟
يتم تشخيص الملاريا عبر فحوصات معملية دقيقة للكشف عن الطفيلي
ومن أهم طرق التشخيص:
-
تحليل الدم تحت المجهر للكشف عن الطفيليات
-
استخدام اختبارات تشخيص سريعة للكشف عن المستضدات
-
مراقبة عدد كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية
-
إعادة التحاليل في حال استمرار الأعراض رغم العلاج
طرق العلاج المعتمدة دوليًا للملاريا
يختلف علاج الملاريا حسب نوع الطفيلي وشدة الحالة الصحية للمريض
ويشمل العلاج غالبًا:
-
أدوية مضادة للطفيليات مثل الأرتيميسينين والميفلوكين
-
استخدام مركبات كيميائية تجمع بين أكثر من دواء
-
مراقبة الحالة السريرية للمريض داخل المستشفى في الحالات الحرجة
-
تعويض السوائل والفيتامينات في الجسم
الجهود الدولية لمكافحة الملاريا
تعمل المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية على تنفيذ استراتيجيات لمحاربة الملاريا
وتشمل هذه الجهود:
-
توزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات في القرى النائية
-
تدريب العاملين في المجال الصحي على طرق التشخيص والعلاج
-
تنفيذ برامج توعوية في المدارس والمراكز الصحية
-
تمويل أبحاث لتطوير لقاحات فعالة ضد المرض
تعتبر الملاريا من أخطر الأمراض التي تهدد حياة الإنسان في بعض أنحاء العالم، وتكمن خطورتها في قدرتها على الانتشار السريع والتسبب في مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع وفعال، لذا فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية والتشخيص المبكر وتلقي العلاج المناسب يمكن أن يقلل بشكل كبير من آثار المرض ويحمي المجتمعات من تفشيه