أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم عن إجلاء أكثر من 1600 من مواطنيها المتواجدين في إيران وإسرائيل، وذلك في ظل تصاعد حدة التوتر بين طهران وتل أبيب.
يأتي هذا القرار في أعقاب القصف المتبادل والتهديدات المتزايدة، مما أثار مخاوف جدية بشأن سلامة الرعايا الصينيين في المنطقة. وأكدت الوزارة أنها تتابع الوضع عن كثب وتعمل على ضمان عودة آمنة ومنظمة لجميع المواطنين الراغبين في المغادرة.
أعربت الخارجية الصينية في بيان رسمي عن قلقها العميق إزاء التصعيد الأخير، محذرة من أن استمرار المواجهة بين إيران وإسرائيل يهدد السلام والاستقرار الإقليميين
وشددت على ضرورة ضبط النفس وتجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع. وقالت الوزارة إنها تعمل مع الأطراف المعنية لحثها على الحوار والتوصل إلى حل سلمي للأزمة. وأضافت أن الصين تلعب دورًا بناءً في جهود الوساطة الإقليمية والدولية.
بدأت السفارة الصينية في إسرائيل بتنفيذ خطة إجلاء الرعايا الصينيين يوم الجمعة الماضي، حيث تم نقلهم عبر معبر طابا الحدودي مع مصر بالحافلات.
يقع المعبر على بعد حوالي 360 كيلومترًا من تل أبيب. وقد حذرت السفارة من أن "الصراع الإسرائيلي الإيراني يتصاعد، مع تزايد عدد القتلى، ولا يمكن استبعاد احتمال تفاقمه". ودعت جميع المواطنين الصينيين إلى توخي الحذر واتباع تعليمات السلطات المحلية.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وانغ يي أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه في كل من مصر وسلطنة عمان لمناقشة تطورات الأوضاع.
خلال الاتصال الهاتفي مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أعرب وانغ يي عن قلق بلاده العميق إزاء "سلوك إسرائيل المتمثل في تجاهل القانون الدولي والقواعد الدولية"، مؤكدًا أن هذا السلوك "تسبب في توتر الوضع في الشرق الأوسط بشكل مفاجئ، وتشعر الصين بقلق شديد من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة".
وفي مكالمة منفصلة مع وزير خارجية سلطنة عمان، أكد وانغ يي على أهمية العمل المشترك لمنع انزلاق المنطقة إلى "هاوية مجهولة".
وشدد على أن الصين وسلطنة عمان "لا يمكنهما الوقوف مكتوفي الأيدي" في ظل هذه الظروف الخطيرة. وتواصل الصين جهودها الدبلوماسية المكثفة مع مختلف الأطراف المعنية بهدف تهدئة الأوضاع والتوصل إلى حل سياسي للأزمة، مؤكدة على التزامها بالسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.