يتجه العالم بأسره نحو حالة من الترقب الحذر، بينما يستعد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لعقد اجتماع ثالث بالغ الأهمية في غرفة العمليات بالبيت الأبيض اليوم. يأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية المتعلقة ببرنامج إيران النووي وتصرفاتها في المنطقة. وتتزايد المخاوف من احتمال اتخاذ الولايات المتحدة خطوات تصعيدية تجاه طهران، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها. ويشارك في الاجتماع كبار مستشاري الأمن القومي والدفاع والسياسة الخارجية، بالإضافة إلى ممثلين عن وكالات الاستخبارات الأمريكية المختلفة.

تداعيات محتملة للاجتماع

من المتوقع أن يناقش الاجتماع مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة للولايات المتحدة للتعامل مع إيران، بدءًا من فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية المشددة، وصولًا إلى اتخاذ إجراءات عسكرية محدودة. ويرى مراقبون أن ترامب يميل إلى تبني موقف أكثر تشددًا تجاه إيران، مقارنة بإدارة بايدن السابقة. ويستند هذا التوجه إلى قناعته بأن ممارسة أقصى الضغوط على طهران هي الطريقة الوحيدة لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق نووي جديد وأكثر شمولاً. وتشمل الخيارات المطروحة أيضاً دعم الجماعات المعارضة للنظام الإيراني، وتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

يُذكر أن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قد تصاعدت بشكل ملحوظ منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران. وقد ردت إيران على هذه الخطوة بزيادة تخصيب اليورانيوم وتجاوز القيود التي فرضها الاتفاق النووي. وتتهم الولايات المتحدة إيران بدعم الجماعات المسلحة في المنطقة، وتأجيج الصراعات في اليمن وسوريا ولبنان. وتنفي إيران هذه الاتهامات، وتؤكد أن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلى توليد الطاقة.

ردود الأفعال الدولية

أثار الاجتماع المرتقب ردود أفعال دولية متباينة. فقد أعربت بعض الدول الأوروبية عن قلقها إزاء احتمال التصعيد، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع. بينما أيدت بعض الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية وإسرائيل، اتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه إيران. وحذرت روسيا والصين من مغبة استخدام القوة ضد إيران، ودعتا إلى حل الأزمة عبر الحوار والدبلوماسية. وتراقب الأمم المتحدة الوضع عن كثب، وتدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي والامتناع عن أي أعمال استفزازية.

في ختام هذه التطورات المتسارعة، يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي اجتماع ترامب في غرفة العمليات إلى حل دبلوماسي للأزمة الإيرانية، أم أنه سيقود المنطقة إلى حافة الهاوية؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الساعات والأيام القادمة، وستحدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية لسنوات قادمة. العالم بأسره ينتظر بفارغ الصبر نتائج هذا الاجتماع الحاسم، ويأمل في أن تسود الحكمة والتعقل لتجنب كارثة إقليمية ودولية.