أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، عن تصديه لموجة صواريخ جديدة أطلقت من الأراضي الإيرانية. وأفاد المتحدث باسم الجيش، في بيان رسمي، بأن منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" تمكنت من اعتراض عدد كبير من الصواريخ، في حين سقطت صواريخ أخرى في مناطق غير مأهولة. وأضاف البيان أن الجيش يقوم بتقييم الأضرار الناجمة عن الهجوم، مؤكداً على رفع حالة التأهب القصوى في جميع أنحاء البلاد. يأتي هذا الهجوم في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل، وتبادل الاتهامات بشأن تنفيذ عمليات تخريبية وهجمات متبادلة.
وأكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الهجوم الصاروخي الإيراني هو الأكبر من نوعه منذ سنوات، وأن صفارات الإنذار دوت في عدة مدن وبلدات في جميع أنحاء إسرائيل. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لحظات اعتراض الصواريخ من قبل منظومة القبة الحديدية، بالإضافة إلى مشاهد للحرائق التي اندلعت نتيجة سقوط بعض الصواريخ. وذكرت المصادر أن السلطات الإسرائيلية فتحت الملاجئ العامة أمام السكان، ودعتهم إلى البقاء في أماكن آمنة حتى إشعار آخر. وتجري الآن تحقيقات مكثفة لتحديد مصدر الصواريخ التي لم يتم اعتراضها والأهداف التي استهدفتها.
من جهة أخرى، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الإيراني حول الهجوم. ومع ذلك، نقلت وكالات أنباء إيرانية عن مصادر غير رسمية قولها إن الهجوم يأتي رداً على "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة" على المصالح الإيرانية في المنطقة. وكانت إيران قد هددت في وقت سابق بالرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف أراضيها أو مصالحها. وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين في الأشهر الأخيرة، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة التي استهدفت سفنًا ومنشآت نفطية وقواعد عسكرية.
وأعربت دول إقليمية ودولية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد. ودعت الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع المتدهور في المنطقة. كما دعت الولايات المتحدة الأمريكية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والعودة إلى الحوار. وأكدت واشنطن التزامها بأمن إسرائيل، وقالت إنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار، وتزايد المخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق. ويعتقد المحللون أن الهجوم الصاروخي الإيراني قد يشكل نقطة تحول في العلاقة بين إيران وإسرائيل، وقد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المستقبل القريب. وتراقب الأطراف الدولية الوضع عن كثب، وتسعى جاهدة للحد من التوتر ومنع اندلاع حرب شاملة. ومن المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية في الأيام القادمة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
ردود الفعل الدولية
أثارت موجة الصواريخ الإيرانية ردود فعل دولية واسعة النطاق، حيث أدانت العديد من الدول الهجوم ودعت إلى وقف التصعيد. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً قوياً تدين فيه الهجوم، مؤكدة على دعمها الثابت لأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. كما أعربت دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقها العميق إزاء الوضع، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأكدت هذه الدول على أهمية الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتجنب أي عمل من شأنه أن يزيد من التوترات.
في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي من روسيا حتى الآن، لكن وسائل إعلام روسية نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن موسكو تراقب الوضع عن كثب وتدعو إلى الحوار والتسوية السلمية. كما دعت الصين إلى وقف التصعيد، مؤكدة على أهمية احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها. ودعت الأمم المتحدة إلى بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع ومنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً. ويبقى الترقب سيد الموقف في انتظار تطورات الأوضاع في الساعات القادمة، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد العنف وانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.