شهدت مباراة جمعت بين فريق صن داونز الجنوب أفريقي وأولسان الكوري الجنوبي، ضمن منافسات كأس العالم للأندية 2025، حدثًا تاريخيًا غير مسبوق في عالم كرة القدم، حيث تم تطبيق قاعدة الـ8 ثوانٍ للمرة الأولى في تاريخ اللعبة.

 

المباراة التي أقيمت في مدينة "أورلاندو" شهدت فوز صن داونز بهدف نظيف، لكن الحدث الأبرز كان تطبيق القاعدة الجديدة التي تمنح الحكم صلاحية احتساب ركلة ركنية ضد حارس المرمى إذا تجاوز الثماني ثوانٍ في الإفراج عن الكرة من بين يديه.

 

الواقعة المثيرة للجدل حدثت في الدقيقة 83 من عمر المباراة، عندما قرر الحكم احتساب ركلة ركنية لصالح فريق أولسان الكوري الجنوبي، وذلك بعد أن تجاوز حارس مرمى صن داونز المدة المحددة للإمساك بالكرة.

 

هذا القرار أثار جدلاً واسعًا بين الجماهير والمحللين، حيث اعتبره البعض تطبيقًا صارمًا للقانون، بينما رأى فيه آخرون عرقلة لسير اللعب.

 

تطبيق هذه القاعدة يأتي ضمن سلسلة من التعديلات التي يسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإدخالها على قوانين اللعبة بهدف تسريع وتيرة المباريات وزيادة الإثارة.

 

وقد سجل إكرام راينرز هدف الفوز لصالح صن داونز في الدقيقة 36 من المباراة، مانحًا فريقه ثلاث نقاط ثمينة في بداية مشواره في البطولة.

 

كما شهد الشوط الأول تسجيل راينرز لهدفين آخرين، إلا أن الحكم قام بإلغائهما بداعي لمسة اليد والتسلل في الدقيقتين 29 و39 على التوالي.

 

هذه الأهداف الملغاة أضافت مزيدًا من الإثارة والتشويق للمباراة، وجعلت الجماهير تترقب بشغف ما سيحدث في الشوط الثاني.

 

بهذا الفوز، يتصدر صن داونز ترتيب المجموعة السادسة برصيد ثلاث نقاط، متفوقًا على بوروسيا دورتموند الألماني وفلومينينسي البرازيلي اللذين يتقاسمان المركز الثاني بنقطة واحدة لكل منهما.

 

مشاركة أولسان وصن داونز في كأس العالم للأندية تأتي عبر مسار التصنيف الخاص بالاتحادين الآسيوي والأفريقي لكرة القدم، مما يعكس قوة وتميز الأندية من هاتين القارتين.

 

عودة صن داونز إلى كأس العالم للأندية تعتبر حدثًا هامًا، حيث تعود مشاركته الأخيرة إلى عام 2016، حيث أنهى البطولة في المركز السادس.

 

تأهل صن داونز لنسخة 2025 من البطولة بصفته ثاني أفضل نادٍ أفريقي في تصنيف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" خلال الفترة من 2021 إلى 2024، وذلك بفضل أدائه القوي والمتميز في دوري أبطال أفريقيا.

 

تطبيق قاعدة الـ8 ثوانٍ في هذه المباراة التاريخية يمثل بداية حقبة جديدة في كرة القدم، حيث ستجبر هذه القاعدة حراس المرمى على اتخاذ قرارات أسرع والتخلي عن الكرة في وقت أقل، مما قد يؤدي إلى تغييرات تكتيكية كبيرة في طريقة لعب الفرق.

 

يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه القاعدة على مستقبل كرة القدم، وما إذا كانت ستلقى استحسانًا من اللاعبين والمدربين والجماهير على حد سواء.