الصعر العضلي الخلقي من الحالات التي تصيب الأطفال الرضع، وتثير قلق الوالدين لما تسببه من أعراض ملحوظة. هذه الحالة، التي تظهر غالبًا منذ الولادة، تتطلب اهتمامًا مبكرًا وتشخيصًا دقيقًا لضمان العلاج الفعال. يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على أسباب الصعر العضلي الخلقي، وأعراضه، وطرق علاجه، بناءً على آراء الخبراء في هذا المجال.
ما هو الصعر العضلي الخلقي؟
يوضح الدكتور أحمد البدوي، أخصائي السمنة والعلاج الطبيعي، أن الصعر العضلي الخلقي هو حالة تتميز بقصر في عضلات الرقبة لدى الرضيع، مما يؤدي إلى انحناء الرقبة ودورانها. ويضيف:
"يُعرف الصعر العضلي الخلقي أيضًا بتيبس الرقبة أو التواء الرقبة، وعادةً ما يظهر منذ الولادة."
يصيب هذا المرض العضلة القصية الترقوائية الخشائية، وهي عضلة رئيسية في الرقبة تلعب دورًا حيويًا في حركة الرأس والرقبة. عندما تكون هذه العضلة قصيرة ومتليفة، فإنها تحدد ميل رأس الرضيع نحو الجهة المصابة، بينما ينحني الذقن نحو الجهة المعاكسة.
أسباب الصعر العضلي الخلقي: نظريات وآراء
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة للصعر العضلي الخلقي لا تزال غير واضحة تمامًا، إلا أن هناك عدة نظريات مقبولة على نطاق واسع. تشير الإحصائيات إلى أن الصعر العضلي الخلقي يصيب حوالي 1.9% من الرضع عند الولادة. تعد النظرية الميكانيكية الأكثر شيوعًا، حيث تفترض أن الوضعية غير المثالية أو "الشاذة" للرضيع في الرحم يمكن أن تساهم في تطور هذه الحالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن ينتج الصعر عن رض عضلي خلال الولادة، مما يؤدي إلى تطور ورم دموي في الألياف العضلية.
أعراض الصعر العضلي الخلقي: علامات يجب الانتباه إليها
يشدد الدكتور البدوي على أهمية التعرف على أعراض الصعر العضلي الخلقي في وقت مبكر. تتضمن هذه الأعراض:
"عدم القدرة على قلب الرأس والتواء رأس الرضيع إلى جانب واحد، وجود كتلة صغيرة يمكن جسها في منتصف عضلة الرقبة المصابة، آلام عضلات الرقبة أو آلام أسفل الرأس، مجال محدود للحركة في الرأس والرقبة، وتشنج عضلات الرقبة."
في بعض الحالات، قد يتسطح جانب واحد من الوجه والرأس لأن الطفل ينام دائمًا على جانب واحد.
علاج الصعر العضلي الخلقي: خيارات متاحة
تتنوع طرق علاج الصعر العضلي الخلقي، وتهدف جميعها إلى تحسين حركة الرقبة وتقليل الأعراض. تشمل خيارات العلاج طوق العنق للرقبة، العلاج بالحرارة، والعلاج غير الجراحي. الأهم من ذلك، هو برنامج التمارين لشد العضلة القصية الترقوية الخشائية، والذي يتضمن تمارين الإطالة لتحويل عنق الطفل من جانب إلى جانب بحيث يلامس الذقن كل كتف، وإمالة الرأس برفق لجلب الأذن على الجانب غير المصاب إلى الكتف. يوصى بالقيام بهذه التمارين عدة مرات في اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لوضع الألعاب بطريقة تشجع الطفل على إدارة رأسه لرؤيتها، وحمل الطفل بطريقة تجعله ينظر بعيدًا عن الجانب المحدود، ووضع سرير الأطفال وطاولة التغيير بحيث يجب أن ينظر طفلك بعيدًا عن الجانب المحدود لرؤيتك، أن تساعد في تحسين الحالة. كما يُنصح بوضع الطفل على بطنه لفترات قصيرة عندما يكون مستيقظًا ("وقت البطن") للمساعدة في تقوية عضلات الرقبة.