السبانخ، تلك الخضروات الورقية الخضراء الداكنة، تحظى بشعبية واسعة حول العالم، وتُعد إضافة مميزة للمائدة المصرية بفضل طرق تحضيرها المتنوعة ومذاقها اللذيذ. لكن على الرغم من قيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية العديدة، والتي تشمل محتواها الغني بالحديد ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأساسية، إلا أن الإفراط في تناول السبانخ قد يحمل بعض المخاطر الصحية، خاصةً بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة أو مشاكل الجهاز الهضمي والكلى.

 

أضرار الإفراط في تناول السبانخ: حقائق يجب معرفتها

 

تشير الدكتورة مرام عيسى، أخصائية التغذية العلاجية، إلى أن السبانخ تحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية المفيدة، مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامينات A وC وK. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى الكميات المتناولة، حيث أن الإفراط قد يؤدي إلى آثار سلبية. وتضيف الدكتورة مرام:

 

"الاعتدال هو المفتاح. يجب الاستمتاع بفوائد السبانخ مع الحرص على عدم تجاوز الكميات الموصى بها، خاصةً لمن يعانون من حالات صحية معينة."

حصوات الكلى: السبانخ غنية بمركب الأوكسالات الذي يرتبط بالكالسيوم، مما قد يؤدي إلى تكوين بلورات تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى، وخاصةً حصوات أوكسالات الكالسيوم، وهي الأكثر شيوعاً. ضعف امتصاص الكالسيوم والحديد: الأوكسالات تعيق امتصاص الكالسيوم والحديد من الأطعمة، مما قد يؤثر على صحة العظام ويزيد من خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خاصةً إذا كانت السبانخ هي المصدر الرئيسي للحديد في النظام الغذائي.

 

مشاكل الغدة الدرقية: تحتوي السبانخ على مركبات الجويتروجينات التي قد تعيق امتصاص اليود وتؤثر على وظائف الغدة الدرقية، خاصةً عند تناولها نيئة بكميات كبيرة، مما قد يؤدي إلى قصور الغدة الدرقية وتضخمها، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص اليود المزمن. اضطرابات الجهاز الهضمي: الإفراط في تناول السبانخ قد يسبب الانتفاخ والغازات بسبب احتوائها على نسبة عالية من الألياف غير القابلة للهضم، وقد يؤدي أيضاً إلى الإسهال أو التقلصات المعوية لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.

 

تداخلات دوائية: السبانخ غنية بفيتامين K الذي يلعب دوراً هاماً في تخثر الدم. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين الحذر من تناول كميات كبيرة من السبانخ، حيث قد تحدث تداخلات دوائية تؤدي إلى عدم فعالية الدواء أو إلى تجلطات دموية. بقايا المبيدات الحشرية والحساسية: غالباً ما تحتفظ السبانخ بمستويات مرتفعة من بقايا المبيدات الحشرية، والتي قد تؤثر سلباً على الصحة إذا لم يتم غسلها جيداً. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه السبانخ، والتي قد تظهر على شكل حكة، أو تورم في الشفاه أو اللسان، أو طفح جلدي، وفي الحالات الشديدة قد تتسبب في صعوبة التنفس أو رد فعل تحسسي حاد.

 

نصائح لتقليل أضرار السبانخ والاستمتاع بفوائدها

 

لتقليل مخاطر تناول السبانخ، تنصح الدكتورة مرام بالاعتدال في الكمية، وتناولها باعتدال، وعدم الإفراط في تناولها يومياً. كما توصي بطبخ السبانخ بالبخار أو السلق لتقليل نسبة الأوكسالات، وتنويع مصادر الحديد والكالسيوم في النظام الغذائي، مثل اللحوم والبقوليات ومنتجات الألبان. وأخيراً، تؤكد على أهمية غسل السبانخ جيداً قبل الاستخدام لإزالة بقايا المبيدات الحشرية، واستشارة الطبيب في حال وجود أمراض مزمنة أو تناول أدوية مميعة للدم.