يبدو أن الصيف كان يحمل في طياته المزيد من الإنجازات الدولية للاعب الشاب فيرمين لوبيز، نجم نادي برشلونة، لكن قرارًا مفاجئًا أثار الكثير من علامات الاستفهام، حيث حرمه من تمثيل منتخب إسبانيا في بطولة أوروبا للشباب تحت 21 عامًا. هذا الاستبعاد جاء وسط تساؤلات أوسع حول غيابه الكامل عن مباريات دوري الأمم الأوروبية، على الرغم من تواجده ضمن القائمة الأولية للمنتخب الأول. الجماهير والمحللون على حد سواء يتساءلون عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الغياب المفاجئ للاعب الذي تألق في صفوف برشلونة تحت قيادة المدرب الجديد هانزي فليك.
لم يحظ فيرمين لوبيز بفرصة المشاركة ولو لدقيقة واحدة في مباراتي الدور نصف النهائي والنهائي لدوري الأمم الأوروبية، البطولة التي خسر فيها المنتخب الإسباني اللقب لصالح نظيره البرتغالي. هذا الأمر أثار استغرابًا كبيرًا، خاصةً بعد الأداء المميز الذي قدمه اللاعب في نهاية الموسم مع برشلونة. وما زاد الطين بلة هو عدم ظهوره أيضًا في قائمة منتخب الشباب، على الرغم من استيفائه لشروط المشاركة في هذه الفئة العمرية. هذا الغياب المزدوج أثار موجة من التكهنات حول مستقبل اللاعب مع المنتخب الوطني.
قرار شخصي أم عقوبة فنية؟
الصمت الذي يحيط بغياب فيرمين عن المشاركات الدولية الأخيرة أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية الإسبانية، وفقًا لما نشرته صحيفة "سبورت". المدرب لويس دي لا فوينتي لم يقدم أي توضيحات رسمية حول أسباب استبعاد اللاعب، مما فتح الباب أمام العديد من التأويلات والتفسيرات. البعض يرى أن استبعاده من اللعب أمام البرتغال، على الرغم من تواجده في القائمة، قد يكون بمثابة "عقوبة غير معلنة" من المدرب دي لا فوينتي، وذلك على خلفية رفض محتمل من اللاعب للانضمام إلى صفوف منتخب الشباب. هذه الفرضية تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين اللاعب والمدرب، وهل هناك خلافات شخصية أثرت على قرار الاستبعاد.
في المقابل، رجحت مصادر مقربة من اللاعب أن فيرمين لوبيز نفسه قد طلب عدم اللعب مع منتخب الشباب، وذلك بعد موسم مرهق بدنيًا، خاض فيه العام الماضي بطولتي أوروبا والأولمبياد معًا. هذا التفسير يضع في الاعتبار الإرهاق الذي قد يكون أصاب اللاعب الشاب، وحاجته إلى الراحة والاستعداد للموسم الجديد مع برشلونة. ومع ذلك، فإن هذا التفسير لا يبرر بالكامل غيابه عن قائمة المنتخب الأول في دوري الأمم، حيث كان من المتوقع أن يحصل على بعض الدقائق على الأقل.
على صعيد آخر، يرى مدرب برشلونة هانزي فليك في فيرمين لوبيز أحد الأعمدة الأساسية لمشروعه الجديد مع الفريق الكتالوني. اللاعب نفسه لا يفكر في الرحيل عن برشلونة، على الرغم من تلقيه عروضًا مغرية من أندية أوروبية كبرى، أبرزها بايرن ميونخ الألماني. الصحفي الشهير بن جاكوبس كشف أن النادي البافاري كان مستعدًا لاستثمار كبير في اللاعب، في حال أبدى أي رغبة في الانتقال. لكن فيرمين رفض العرض، وأكد تمسكه بالبقاء في برشلونة. يملك اللاعب عقدًا مع برشلونة حتى الـ30 من يونيو 2029، وشرطًا جزائيًا بقيمة 500 مليون يورو، وهو يُعتبر من العناصر التي تربت داخل النادي وتتشرب قيمه. المؤكد أن فيرمين، رغم صغر سنه، أصبح أحد اللاعبين الذين يتنافس الكبار على ضمهم، ويراهن عليه برشلونة كأحد نجوم المستقبل.
المستقبل القريب سيحمل الإجابة على الكثير من التساؤلات حول مصير فيرمين لوبيز مع المنتخب الإسباني. هل سيعود اللاعب للمشاركة في المباريات الدولية في المستقبل القريب؟ وهل سيتمكن من إثبات نفسه كأحد العناصر الأساسية في تشكيلة المدرب دي لا فوينتي؟ هذه الأسئلة تبقى معلقة في الوقت الحالي، في انتظار توضيحات رسمية من المعنيين.