ذكرت تقارير إعلامية متعددة اليوم الاثنين، سماع دوي انفجارات متتالية في المناطق الغربية من العاصمة الإيرانية طهران. تأتي هذه الأنباء في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتصريحات متبادلة بين إيران وإسرائيل، ما يثير مخاوف من احتمال توسع دائرة الصراع في المنطقة. لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من السلطات الإيرانية لتأكيد أو نفي وقوع الانفجارات، أو تحديد طبيعتها أو أسبابها. وتتضارب الأنباء الواردة من مصادر مختلفة، حيث تشير بعض التقارير إلى أن الانفجارات ربما تكون ناجمة عن تدريبات عسكرية، بينما يرجح البعض الآخر أنها قد تكون نتيجة لهجوم.

 

وقد تزامن هذا الحادث مع تصريحات للناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، زعم فيها أن "خطة حرب إيران متواصلة"، وأن "قوات سلاح الجو تتوجه شرقا لاستهداف القدرات النووية والصاروخية بإيران". وأضاف الناطق باسم جيش الاحتلال أن "قواتنا تواصل عملها دفاعا وهجوما في جبهات القتال في غزة والضفة واليمن"، مدعياً أن الجيش تمكن من إحباط الكثير من الهجمات الإيرانية، وأن "عدد من مواطنينا قتلوا في الهجمات الإيرانية أمس وجرح العشرات". هذه التصريحات تزيد من حدة التوتر وتلقي بظلال من الشك على طبيعة الانفجارات التي سمعت في طهران.

 

كما ادعى الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "لدينا سيطرة جوية على سماء إيران"، وأن "هجماتنا أمس في إيران استهدفت 20 مقرا". وزعم أيضاً أنهم "تمكنوا خلال هجماتنا أمس على إيران من تصفية قائد قوة القدس"، مشيراً إلى أن "هناك 50 من طائراتنا شاركت في هجمات الأمس على إيران". لم يصدر أي تأكيد رسمي من مصادر مستقلة لهذه الادعاءات الإسرائيلية، وتعتبر هذه التصريحات جزءاً من الحرب الإعلامية الدائرة بين الطرفين. من جهتها، لم تعلق السلطات الإيرانية بشكل مباشر على هذه الادعاءات، لكنها أكدت في السابق أنها سترد بحزم على أي اعتداء يستهدف أمنها القومي.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار، وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية والأمنية في عدة دول. ويراقب المجتمع الدولي بقلق بالغ هذه التطورات، خشية أن تؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة. وقد دعت العديد من الدول إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحوار لحل الخلافات بالطرق السلمية. وتزداد المخاوف من أن يؤدي التصعيد المستمر إلى مزيد من العنف والفوضى في المنطقة، مما يزيد من معاناة المدنيين ويهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.

 

من جهة أخرى، أكدت مصادر إيرانية أن "الحرب الحالية لا تستهدف إيران فقط بل جميع الأعراف والقوانين الدولية"، في إشارة إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة. وتتهم إيران إسرائيل بممارسة "إرهاب الدولة" وانتهاك سيادة الدول الأخرى، وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات. وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الأزمة الإقليمية تتجه نحو مزيد من التعقيد والتشابك، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف التصعيد ومنع وقوع حرب إقليمية كارثية. يبقى الوضع متوتراً للغاية، وتتطلب الأحداث متابعة دقيقة ومستمرة.