أعلنت وزارة الصحة والسكان عن خطة طموحة تهدف إلى الوصول إلى صفر إصابات جديدة بمرض الجذام بحلول عام 2030. تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة للقضاء على الأمراض المعدية وتحسين الصحة العامة للمواطنين.
وتهدف الخطة إلى علاج جميع الحالات المرضية الموجودة حالياً، مع التركيز على الاكتشاف المبكر وتوفير العلاج الفعال لضمان عدم انتشار المرض.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الصحة والسكان على تغيير مسمى "عيادات الجذام" على مستوى الجمهورية، حيث تم الاستغناء عن هذا الاسم منذ عام 1992 واستبداله بـ "عيادات الجلدية التخصصية".
وتهدف هذه الخطوة إلى دمج مرضى الجذام في النظام الصحي العام وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة لهم دون وصم أو تمييز. تقدم هذه العيادات خدمات الكشف والتشخيص والعلاج للأمراض الجلدية المختلفة، بما في ذلك الجذام، مما يساهم في تحسين جودة حياة المرضى.
وشددت وزارة الصحة والسكان على أن مريض الجذام يصبح غير معدٍ بعد تلقي الجرعات الأولى من العلاج وأوضحت أن الجذام ليس من الأمراض سريعة العدوى، وأنه ينتقل فقط عبر الاتصال الوثيق والمطول مع شخص مصاب غير معالج.
كما نفت الوزارة الاعتقادات الخاطئة الشائعة حول انتقال المرض باللمس العرضي أو المصافحة، مؤكدة أن انتقال العدوى يتطلب اتصالاً وثيقاً ومطولاً مع المريض، وليس مجرد لمس عابر.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بملف مرض الجذام وتبذل كافة الجهود لمساعدة المرضى.
وأشار إلى أن الوزارة تتبنى منهجية محددة تتماشى مع الاتجاه العالمي للقضاء على مرض الجذام، والتي تشمل تقديم خدمة متكاملة للاكتشاف المبكر للحالات وعلاجها، وترصد المرض وتوفير العلاج النوعي للمرضى.
وأضاف أن العلاج يتم توفيره من خلال إدارة مكافحة الجذام التابعة لقطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، وذلك عبر 27 عيادة للأمراض الجلدية التخصصية.
وفيما يتعلق بمستعمرتي الجذام في أبو زعبل والعامرية، أكد الدكتور حسام عبد الغفار أن جميع المرضى الموجودين حالياً بمستعمرة الجذام بالإسكندرية متعافون من مرض الجذام ولا توجد حالات نشطة تحتاج إلى عزل. وأضاف أنه يمكن للمرضى مغادرة المستعمرة والاندماج في المجتمع مع التردد على العيادات الخارجية للمتابعة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير البروتوكولات العلاجية الخاصة بمرض الجذام، وإنشاء مستشفيات عامة لخدمة المواطنين تحتوي على أقسام متخصصة للتعامل مع المرض.
وأكد أن حالات مرض الجذام لم يعد يتم استقبالها في المستعمرات، ولكن يتم معالجتها في أقسام الأمراض الجلدية في المستشفيات، مشيراً إلى أن المستعمرة لم تعد تستقبل مرضى منذ سنوات، ولا يوجد أي توصية طبية على مستوى العالم بعزل المرضى أو حجزهم في مستعمرات.
وأضاف أن جميع المستعمرات على مستوى العالم تم إغلاقها، حيث تم إغلاق آخر مستعمرة جذام في عام 2011.
وشدد الدكتور عبد الغفار على أهمية الاهتمام بالجانب الاجتماعي والاقتصادي للمتأثرين بالمرض لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وذلك من خلال تدريب الأطباء والتمريض والأخصائيين الاجتماعيين على تأهيل المرضى طبياً ونفسياً واجتماعياً لدمجهم في المجتمع.
وأكد أن مريض الجذام منذ تلقي أول جرعة للعلاج، يصبح غير معد، وأن العلاجات الحديثة تشفي المريض تماماً خلال فترة ستة أشهر.