شيع العشرات من أهالي منطقتي السيالة وحلقة السمك بمدينة بحري، اليوم، جثمان محمد أحمد، أحد أفراد طاقم يخت الإسكندرية المختفي، والذي ظهرت جثته بعد خمسة عشر يومًا من فقدانه. أُديت صلاة الجنازة على الفقيد بمسجد العمري بوسط المحافظة، قبل أن يتم مواراته الثرى في مقابر العمود القريبة من المسجد.
يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول ملابسات اختفاء اليخت وطاقمه، بعد العثور على جثتين في أماكن متباعدة وظهور اليخت نفسه سليمًا دون أي آثار للعنف.
العثور على الجثة في موقع غير متوقع
عُثر على جثمان محمد أحمد قرب مصيف جمصة، في موقع يختلف كليًا عن مكان العثور على الجثة الأولى وموقع ظهور اليخت لاحقًا، ما زاد من الغموض المحيط بهذه القصة.
هذه المسافة الكبيرة بين المواقع الثلاثة تثير الشكوك حول سيناريو الغرق العادي وتدفع باتجاه البحث عن تفسيرات أخرى للحادثة. السلطات لم تصدر بعد أي بيان رسمي حول التحقيقات الجارية، لكن مصادر مطلعة تشير إلى أن التحقيقات تتوسع لتشمل جميع الاحتمالات.
تفاصيل الرحلة الأخيرة
بدأت القصة يوم السبت 31 مايو 2025، حين غادر القارب -الذي تم تحويله مؤخرًا إلى يخت سياحي- ميناء البرلس متجهًا إلى الإسكندرية، وكان على متنه ثلاثة أشخاص: محمد أحمد، ووليد يسري (مالك اليخت)، وعم خميس (71 عامًا)، الخبير في صيانة المراكب واليخوت.
بعد ساعات من الإبحار، تلقت العائلة آخر مكالمة من وليد، أكد خلالها أنه بالقرب من حدود رشيد ثم انقطعت أخبار الثلاثة كليًا، وتم إبلاغ السلطات بواقعة الاختفاء، وبدأت عمليات البحث، لكن دون جدوى في الأيام الأولى. في 4 يونيو 2025، وبعد خمسة أيام من الاختفاء، ظهرت جثة عم خميس قبالة مصيف بلطيم.
ألغاز تحيط بالجثث واليخت
المثير للدهشة أن تقرير الوفاة أشار إلى أن عم خميس توفي قبل 4 ساعات فقط من العثور على جثته، رغم مرور عدة أيام على فقدان القارب.
كما لاحظت أسرته أن يده كانت مغلقة في وضع لا يتناسب مع حالة الغرق الطبيعي، خصوصًا وأنه لم يكن ينزل المياه نظرًا لإصابته في القدم وتركيب شرائح ومسامير بها.
وبعد ظهور الجثة الأولى، تم العثور على اليخت نفسه سليمًا بالكامل في منطقة ثالثة ضمن نطاق محافظة كفر الشيخ، وعلى متنه المؤن كاملة، والطعام والشراب، ومتعلقات الضحايا، دون أي آثار لصراع أو تلف. ولا يزال وليد يسري، مالك اليخت، مفقودًا حتى هذه اللحظة، دون أي معلومات حول مصيره، إن كان حيًا أم ميتًا.
مطالبات بالتحقيق وكشف الحقيقة
كشفت بنات عم خميس تفاصيل الرحلة الأخيرة لوالدهن، وأكدن أنه كان سعيدًا بالمشاركة في صيانة اليخت الجديد، رغم تحذيرات الأسرة نظرًا لكبر سنه، إلا أن خبرته في هذا المجال والتي تمتد لعقود جعلته مصممًا على المشاركة.
"كيف يمكن أن يختفي اليخت ومعه ثلاثة أشخاص، ثم تظهر الجثث في أوقات وأماكن متباعدة، وتكون الوفاة قريبة زمنيًا من العثور عليهم رغم مرور أيام على الاختفاء؟ لماذا لم يظهر وليد حتى الآن؟ ومن الذي كان يتحكم في القارب طوال تلك الفترة؟"
تساءلت الأسرة. وطالبت العائلة الجهات الأمنية بفتح تحقيق عاجل في الواقعة لكشف ملابسات الحادث الغامض، والعثور على المفقود الثالث وبيان ما إذا كان ضحية جديدة أم أن لغز اليخت يخفي ما هو أخطر.